هو الأخير في أصدقائي كتابة...الأول قرباً
هو ذلك الشاب الطويل النحيل ذو الإنحناء البسيط في القامة بفعل نحافة يشك الناظر أحياناً إنه يقصدها، ورأس بيضاوية الشكل تحمل زوجين من العيون التي اقتنصها صاحبها من مناظير "ناسا" تخوض غمار نفوس الآخرين بنظرة، يزينها عيونات تكاد بحكم "العشرة"لا تشعر بها، وأنف مستقيم نبيل ينم عن عزة صاحبه وأصله الطيب، بينما يقع في أسفل الوجه زوج من الشفاة خلقت خصيصاً لتثبت كذب حكمة "أن الكلام من فضة والسكوت من ذهب"، لا تجعل اللحية الخفيفة تخدعك، هي فقط بضع سنوات من العمر الظاهري يضفيه صاحبنا على نفسه.
يملك صاحبي صوتاً مميزاً، يشبه رنين المعول الأول الذي يصل في رحلة البحث عن الذهب، لا تنساه الأذن أبداً، لدرجة أني أتخيل أحيانا أن بن برد كتب "الأذن تعشق قبل العين أحياناً" وصفاً لصوته.
صاحبي ليس ملاكاً، أو على الأحرى لا يدعي هذا، لهذا صار الكسل صفته الأحب بين الخطايا السبع، "أحمد "كسول لدرجة لم تحتملها الدببة، وإن نجح الزواج في إرضاء الدببة بعد أن فقد قليلاً من الكسل، ثم نجح "حمزة" هدية السماء في أن يذهب بالباقي.
موهوب بشدة، ومن لم يقرأ منكم "هوامش على دفتر الفتنة" لم يعرف ما هو الحب حتى الأن، خط الهوامش بمداده الخاص المدهش المبهر، وكأنها رسالة نبي أوصلها وتوقف بعد الزواج، يملك في جعبته الكثير، ولكنه لا يبوح.
هناك على تلك الأرجوحة في بيت العائلة في ريف "سمنود" ترى الجانب الأخر من وجه الصديق، تلك النبتة أصيلة الجذور، التي تستعد بدورها للنمو لتمد ظلالها الوارفة على الجميع، وترى ذلك الطفل الحي في روح صاحبي حين يمسك بمجدافه ليحاور النيل.
أحمد حربية هو صدى الروح حين تبغى الصحبة، هو ذلك الصديق الذي أتمنى رؤيته فوراً حين أرغب في البكاء، وكأن دموعي تحن إليه من عجائب الزمان...ببساطة هو الكثير من الأمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق