30‏/03‏/2012

3 معشوقات .....

أشار إلى يوم ولدت، وقال هذا رجلاً تحبه النساء....ثم رحل، اصطحبتني أمي صغيراً إلى دجال يدعي الورع، يؤم المصلين في زاوية صغيرة بلا وضوء على الأرجح، فأشار إلى هو الآخر وقال : في حياته 10 نساء، يشكلون يوماً ماضيه وحاضره ومستقبله.. لن يعيش طويلاً ، شهاب يسطع قبل أن يرحل.
تكتم أمي شهقتها، لتخفي حلما راودها قبل ميلادي بأيام، عن شهاب يخرج من بطنها، فينير الدنيا، وما يلبث أن ينطفأ.
أحدثكم اليوم عن 3 منهن، 3 نساء تركن آثراً لا ينمحي في حياتي، لم يذهبن ولن يذهبن، لأنهن بالمناسبة أخواتي.

الأولى : أمي الصغرى : أمل
لم يسبق للقلوب السير على قدمين، إلا مع ولادتها، لم تتعلم المصارحة الطيبة إلا مع تعلمها النطق، لم يأخذ الصدق صيغته الأنثوية الكاملة إلا مع بلوغها، إمرأة قدت من نبض، ترى داخلها وهي تكلمك، سريعة الغضب كطفل لم يتعدى عامه الأول، سريعة الرضا كنبي علمه ربه.... جاء ترتيبها الأول بيننا نحن الأخوة، فأستئثرت فيما يبدو على جزءً من روح الأم، وصاغته الأيام على شاكلتها...
وهبني الله أماً ثانية، أرى فيها "أمينة" الصغرى، أتحسس قلبي العاشق للأم، أطمئنه على وجود الأمل في "أمل"..... اختى الكبرى شكلت ماضياً بطعم متانة الاخوة، وحاضراً بطعم تحمل الأيام، ومستقبلاً في حنان الأم.

الثانية : معلمتي : أماني
كان والدي فناناً ضل الطريق، يكتب الشعر والقصة، ويجيد الرسم، والخطابة، لكنه ترك كل هذا وانشغل بالطبيعة "الفيزياء"، وصار عالماً فيها، أهداها عمره وأفنى نفسه بين نظرياتها، وكذلك كانت الوسطى ... أماني أختي الوسطى، تجيد الرسم، تملك صوتاً ساحراً في الغناء، تملك روحاً خلقت من "خفة دم" فطرية، عشقت الاب الذي أخذت جزء من روحه بدورها، فضلت الطريق لتصير طبيبة، تعالج عيون الناس مما ألم بها.
أهدتني كتابي الأول، جالستني لساعات في الغربة تعلمني كيف ألعب، كشفت لذلك الصغير الذي كنته، كيفية صناعة عالمه الخاص، كيف تستطيع أن تكون سعيداً بغض النظر عما يحيطك، أسمعتني أغنيتي الأولى، سجلت معي على شرائط الكاسيت القديمة، ساعات من الضحك المتواصل، كمذيعة تستقبل ضيفاً، علمتني معنى الضحكة... لذلك عندما تضحك أماني حتى الأن... يرتجف قلبي مستعيداً كل حنين الطفولة، أعود للحظات ذلك الطفل الشقي المبتسم المبهور بأخت هي أروع ما كان في ماضيه... وما تزال.

الثالثة : صديقتي : إيناس

حدث ولا حرج، فعندما أتحدث عن "نوسة" تحديداً، فلن اصمت، تللك الأخت التي صارت صديقة على آثر عضة بطن لا تنسى، والتي على يديها خطوت أول خطواتي في العالم الخارجي، وخضت بها خارج المنزل متشبثاً بيديها من المجهول، صديقة ليالي السمر ولعب "الأولى" في صيفيات القرية، و"بولات" الإستميشن وكاتمة أسرار المراهقة، وصاحبة أحلى عشاء يمكنك تناوله في التاريخ، خاصة أمام "مسلسل الزيني بركات"، في ليالي القاهرة الباردة، أول من اصطحبني في رحلة، وأول من اصطحبني لحفلة موسيقية، أول من اشترى ألبوماً غنائياً وجلس ليسمعني إياه، أول من تسمع ما يدق به قلبي حتى قبل أن أسمعه أنا....
أول من علمني الثورة، وأن لا اسكت على حقي ابداً، كنت في طفولتي أراها كأبطال الاساطير التي اقرأها ويحكونها لي، صاحبة حق لا تصمت....وإن صمتت تكلم الحق.
إيناس، ذلك "الونس" الدائم في حياتي، منحة من الرب قلما اشكره عليها، بحكم الإعتياد، وحان الوقت أن أخبرها بذلك... "نوسة" أنا بحبك قوي.

18‏/03‏/2012

حدوتة الفراشة

الصورة لأميرة الفراشات الصديقة "منى سيف"

كان ياما كان في سالف العصر والآوان فراشة جميلة دايماً حزينة، كل يوم الصبح تبكي مع ندى السما، تشتكي لأول وردة تقابلها أنها خلاص مبقتش جميلة، أن ألوانها اختفت وانها بهتت، وان الدنيا كلها بقت عديمة الألوان، الزهرة ترد مستغربة
- ازاي يا فراشة الدينا ملونة، وانتي جميلة
تغضب الفراشة وتصرخ بصوت عالي وهي سايبة الوردة وماشية
- ازاي يعني أنا بكدب عليكي.
يوم بعد يوم خاصمت الزهور كلها، بعد ما كانت خاصمت الفراشات أصحابها، واتحولت الدموع لطقس يومي، شبه الصلاة، شبه التنفس، لحد يوم كانت السما فيه مليان سحاب، ونزل مطر كتير، استخبت الشمس خافت تتطفي، لحد ما المطر هدي وابتدت تحاول تشيل بطانيتها وتطلع، وبمجرد ما بعتت أول شعاع نور ليها على الأرض اتولد قوس قزح، اتولد في نفس اللحظة اللي كانت الفراشة معدية فيه.
خدها في حضنه ، حاول يلعب معاها، امكتشف انها مصابة بعمى ألوان، بيمنعها تشوف الألوان على حقيقتها، ابتدى في صبر يصاحبها على الألوان.
قالها:
- عايزة تشوفي الأحمر اغضبي وشوفيه جوه روحك، عايزة تشوفي الأزرق احزني وانتي تشوفيه جوه نفسك، عايزة تصاحبي الأصفر حسيه وانتي عيانة، عايزة تعرفي الأخضر شمي ريحة الأرض بعد المطر، عايزة تتنفسي الأبيض حبي، حبي بجد.
الفراشة اتبسطت قوي بالوصفة دي جربتها قوام وجابت نتيجة، لكن بعد أيام لما اتبخر قوس قزح، وقبل ما يرجع تاني في يوم مطر تاني كانت اكتئبت من جديد ومقدرتش من كتر حزنها تطبق نظريته عن الألوان.
ولما تولد من جديد رفضت حتى انها تشوفه قوس قزح، قالت لنفسها إنه مجرد تعبان بيزحف على الأرض، ميستحقش حتى تلعب معاه، نداها مرة واتنين وتلاتة، ولما صعب على السما قالتله دي فكراك تعبان.
قرر فعلا يبقى تعبان، بس تعبان بيعرف يطير، وشافته جنبها في السما تعبان صحيح بس طاير، استغربت قوي واندهشت وسألت نفسها سؤال واحد
ياترى ده تعبان ولا قوس قزح حبيبي
وفي انتظار إجابة الفراشة الحيرانة توتة توتة خلصت الحدوتة

05‏/03‏/2012

رسالة خاصة إلى صديق مغترب

الغربـــة مُرة ... بتتوجع ليها القلوب
تدوب فى حلم الوطن
تفضل تدوب
تتمنى لمسة من ترابه
تمشى فى دروبه
كل الدروب

مكالمة جايز تلهمك
وتأمنك يا ساكن البلد البعيد
أهلك هنا فى أرضنا
مستنين يوم رجوعك
ده حيبقى عيد

أمك تزغرد ... لحد السما
جارك يشيل شنطتك
و ألف ضيف يتباركوا بخطوتك
بينما
البيت سعيد


في دفا الأم تستطعم كل المكان
بوسة إيديها تلونك لون الحنان
تفهم في ضمة أخ إيه معنى الآمان
يصير الوطن 100 متر مربع
هما كل مساحة شقة أبوك
تلعن الغربة في لحظة جنان

كام خروجة مع اصحاب الشقاوة والطفولة
كام زيارة لبيت عروسة،
مرفوضة كانت أو مقبولة
كم جنيه حتبعتره .. علشان تقول إنك سعيد
إنك يا واد تمام، والغربة خلتك إنسان جديد
ولا انت لسه مصدقك.. ...معقولة

كله يبان يا تعيس يوم السفر
لما الدموع تملا الشنط بدل الهدوم
لما وش أمك رؤيته تاني تبقى في إيد القدر
لما تسكن جفونها بدال العيون  كل الهموم

وإنك هناك لما وطنك يوحشك دور عليه عالنت
اسكن في خيالك وطن، أنت اللي بيه آمنت
شوية صور وصوت من ميكروفون
وعيون زايغة في الكاميرا
عاملة قال بتبتسم لباقي العيون
وإن يوم ندمت
أفتكر يا فالح بس
وأنت بتقبض راتبك أول كل شهر
وفي كل يوم
إنك بدلت الوطن والبشر
بحاجات كتير مالهاش لزوم