29‏/12‏/2011

حدوتة الضفدع

لا تيأس ستجد من يؤمن بك، ويتبعك

كان ياما كان في سالف العصر والآوان ، ضفدع صغير لونه أصفر ومنقط باللون الأحمر، مع ان كل الضفادع حواليه لونها اخضر، وكان ضفدوع الأحمر ياحرام كل ما يحب يلعب مع الضفادع جيرانه، يقعدوا يضحكوا عليه
واحد يقول : هههه شايفين لونه
واحد تاني يقول : ده أحمر لون الورد ده مش ضفدع زينا
وكلهم يضحكوا وميردوش يلعبوا معاه
كان يروح لشلة تانية من الضفادع قاعدين يلعبوا استغماية، أول ما يشوفوه يوقفوا لعب وهاتك يا ضحك، ويغنوا له : ياحمرا يا بلحة يا مقمعة شرفتي اخواتك الأربعة
يمشي ضفدوع الأحمر بعيد ويروح يقعد على شط البحيرة يعيط، يمسك طوبة ويحدفها بايده جوه الميه، البحيرة تعمل دواير دواير مكشرة، يزعل أكتر ويمشي يدور على بحيرة تانية.
يقول لنفسه وهو ماشي : حتى البحيرة اللي مش بتضحك عليا ، بتكشر لما تشوفني، أنا ماليش اصحاب خالص
*****
وفي البحيرة التانية يقابل ضفدوع الأحمر ضفادع خضرا تانية بتلعب "تيك على العالي وتيك على الواطي"، أول ما أقولهم ممكن العب معاكم، خافوا في الأول وجريوا، قالوا ايه الكائن الغريب ده، وبعدين واحد قال بصوت عالي : الحقوا ده ضفدع لون أحمر.
كلهم قعدوا يضحكوا لحد ما ضفدوع مشي وراح على شط البحيرة الجديدة، حدف طوبة تانية، الدواير عملت تكشيرة كبيييييرة، قام ضفدوع طلع يجري بعيد
*****
وصل ضفدوع عند بحيرة جديدة، وقف يبص عليها وهو بيحاول يمسح دموعه، عدت جنبه ضفدوعة جميلة بس لونها أحمر وعلى ضهرها نقط صفرا، مكنش مصدق نفسه، نداها بصوت عالي
- يا ضفدعة
وقفت وبصتله وابتسمت وقالتله
- أهلا وسهلاً أنا اسمي صفورة انت اسمك ايه
قالها
- أسمي أحمر، ممكن نلعب سوا
شدته من ايده بسرعة وقالتله تعالى الأول نعوم في البحيرة وبعدين نطلع نلعب نط الحبل
ونطوا جوه الميه اللي المرادي عملت دواير كتير كتير بس كانت بتبتسم
ضحك ضفدوع وقالها
- ميرسي يا بحيرة انك ضحكتيلي
قالتله البحيرة
- انا ضحكتلك علشان انت نطيت في حضني، اما البحيرتين التانين فزعلوا منك علشان حدفتهم بالطوب
ومن يوميها وضفدوع الاحمر مش بيرمي حد بالطوب وكبر وعايش على شط البحيرة اللي بقى كل ضفادعها لونهم بين الأحمر والأصفر
وتوتة توتة خلصت الحدوتة

28‏/12‏/2011

حدوتة الفار

مفيش حاكم إلا من خيال محكوم ... تميم البرغوثي

كان ياما كان في سالف العصر والاوان، أسد عجوز أسنانه مخلعة ونظره شيش بيش، قاعد في عرينه اللي هو بيته، وبيحكم منه الغابة كلها، ومفيش أي حد من سكان الغابة دي مبيخافش منه، ويموت من الرعب لما يسمع زئيره وهو بيزأر بصوت عالي كل يوم الصبح، لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلاله من أيام العز، ولأنه زمان كان قوي جدا، مفتري جدا، محدش بقى متخيل إنه ممكن يبقى ضعيف، ممكن حتى يعجز ولا يموت.

وكانت كل فصيلة حيوانات مسؤولة كل يوم انها تأكله، النمور تجيبله الاكل يوم لحد مدخل العرين، القرود تجيبه اليوم اللي بعديه والافيال اليوم اللي بعديه وهكذا تلاقي كل فصيلة أو نوع بيجيبله الاكل يوم في الشهر، وكلهم فرحانين انه مبيخرجش من بيته ويقولوا بينهم وبين بعض، أهو تعب يوم في الشهر ولا الأسد المفتري ده يخرج لنا.

لحد في يوم من الايام كان الفار زنفل بيتمشى في الغابة زهقان وقرفان من الزحمة اللي عندهم في الجحر، ويمكن كمان جعان لان مناخيره شمت ريحة غريبة، جاية من ناحية بيت الأسد ملك الغابة، خاف في الاول يروح هناك بس الجوع كان اقوى منه ومن خوفه قرب بالراحة وقلبه بيدق جامد، لقى حتة لحمة كبيرة مرمية قصاد الباب ومغروس فيها سنتين، استغرب قوي من منظر الاسنان قرب أكتر وبص عليهم وهو بيقول لنفسه

- ياترى ايه دول، معقولة تكون اسنان ملك الغابة

سمع صاحبنا الفار زنفل صوت الاسد من جوه وهو بيعيط بصوت واطي وبيقول

- خلاص دول كانوا اخر سنتين في بقي مش حعرف اكل تاني... آه ياني

صاحبنا زنفل فكر بسرعة، أكل كمان بسرعة , خد السنتين ومشي

وبقى كل يوم يروح ياكل من الاكل اللي محطوط قصاد بيت الملك، أول ما يسمع الزئير الصبح بدل ما يخاف يبتسم.

وكل يوم يعدي على بيت الملك يتأكد هو حي ولا مات خلاص، لحد يوم ما راح وعرف ان الملك مات، دخل بسرعة العرين ولبس سلسلة علق فيها السنتين بتوع الاسد، وخرج للغابة يصرخ بصوت عالي : أنا قتلت الأسد أنا قتلت الملك، أنا زنفل

الحيوانات ضحكت في الاول وقالوا الفار اتجنن خلاص، لكن تاني يوم النمور راحت تودي الاكل بتاع الملك شافوا زنفل معلق السلسلة وفيها اسنان الاسد

مبقوش مصدقين، اليوم اللي بعدها الغزلان جابت أكل الملك وشافوا زنفل برضو لابس السلسلة وساكن بيت الملك

ولحد النهاردة الحيوانات بتاعة الغابة كلها بتودي الاكل في ميعاده عند باب البيت ويستغربوا من منظر زنفل وهو لابس السلسلة وهو بياكل لحد ما يشبع وفرحان لكنهم عمرهم ما بطلوا يودوا الاكل

وتوتة توتة خلصت الحدوتة

25‏/12‏/2011

حدوتة الحمار

كان يا ما كان في سالف العصر والآوان، غابة زي كل الغابات، بياكل فيها القوي الضعيف، بس الغابة دي كان فيها قطيع كبير من الحمير، مساكين الاسود والفهود والنمور والضباع بتهاجمهم كل يوم، ياكلوا بدال الواحد عشرة، ويصيبوا عشرة تانيين، الحمير البيضا، تعبت م الخوف، قررت تجتمع، وتفكر في طريقة لحل مشكلة الخساير دي.
وعند العصر والشمس البرتقاني بتودع السما، علشان القمر زقها، اجتمع القطيع، وقف كبير الحمير وبص واتأكد إن الكل موجود وقال بصوت حاول يكون غاضب
- وبعدين يا حمير، حنفضل نموت في الغابة دي لحد امتى
رد الحمار الخواف وقال
- احنا نسيب الغابة دي ونهاجر، العمر مش بعزقة يا كبير
رد الجميع في صوت واحد
- أي غابة حنروحها حيحصلنا زي ما بيحصل هنا والوحوش حتاكلنا
رد الكبير
- ومش ممكن نسيب أرضنا أبداً، دي أرض جدودنا اللي ورثناها منهم
رد الحمار المكار وقال
- احنا نروح للقرد الحكيم نسأله على حل، احنا حمير وبرضو مخنا على قدنا
هاص الحيوانات بعضهم فرحان بالفكرة، وبعضهم مش عاجبه، شايف نفسه حمار بيفهم، بس الكبير رفع صوته ونهق وقال
- سمع هس، الكل يسكت ويخرص، أنا حشكل وفد ونروح نقابل القرد الحكيم
*****
وبعد مشاورات مع القرد، وهات وخد، وصلوا لاتفاق عظيم، بعد ما القرد نفسه اتقطع بين الوحوش والحمير، ان قطيع الحمير يقدم كل يوم حمار واحد بس للوحوش، وبكده تبقى الخساير قلت كتير قوي، الحمير علشان الوحوش متتلخبطش، قرروا يخططوا الحمار اللي اختاروه علشان يبقى متعلم والوحوش ميغلطوش ويهجموا على حد تاني.
وبعد ما عملوا القُرعة واختاروا الحمار وخططوه بالاسود وحطوه في المكان المتفق عليه، رجعوا بيوتهم فرحانين.
هرب الحمار وخاف من الموت وراح يعيش لوحده، الوحوش غضبوا لما ملقوش الفريسة لكن القرد هداهم
ويوم بعد يوم بقى الحمير يخططوا حمار ويسيبوه، الحمار المخطط يهرب وهما يتعاقبوا
ومع مرور الزمن بقت الحمير المخططة اللي رفضت تتاكل حرة وطليقة في الغابة، والحمير البيضا اللي ما اتاكلش منها اتركب
وتوتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة

20‏/12‏/2011

حدوتة عامود نور

كما عمود النور كنت واقف، في عز البرد دافي منور الدنيا
لما النهار يطلع بابقى خايف، يجوني يطفوني وف ثانية
وأتاري الصبح كما الليل عتمة
مليان بالعسس ...بالكلاب زحمة
والعسكري يا با قلبه مليان سواد
لا حد قادر ينوره، ناشف كما الجماد
يقتل أخوه يدبحه ولايهمه
لو يطول يهتك عرض اللي جاب أمه
لاعنده نخوة وكرامه، وكل اللي كان همه
يسمع كلام القيادة، يحمي الفراعنة الجداد
******
تحت مني كان زمان، كان واد بيذاكر
منهم الي أصبح واللي كان، ولساه فاكر
ومنهم اللي باع واللي خان، واللي صار فاجر
ييجي في قلب الميدان ويقتل الثائر
محتاج عقاب ربنا، كما ثمود أو عاد

*******
طفوني ما عاد نوري له لازمة
عيون الشباب انطفت والنظرة لسه حازمة
ما حد خاف قلبه م العسكري الجزمة
على الصباح والنهار القلوب عازمة
مش محتاجين نوري، نورهم يغطي البلد

*******
خلوني مقلاع جايز أو حتى منجنيق
خلوني احارب معاكم خلوني أبقى صديق
مين يطيق اللي شايفه، ده لو حجر ما يطيق
أحارب العسكر كأني ..يا اخويا نورت الطريق
عمود نور صحيح أنا لكن .. حي على الجهاد

07‏/12‏/2011

أســود


إهداء إلى سيادة اللواء محمد إبراهيم المرشح لوزارة داخلية حكومة الإنقاذ

الكل ينظر لي بدهشه ممزوجه بفرحة غامضة، اتلفت حولى لأرى هذا العالم الجديد
يلفت إنتباهي العديد من الوجوه السوداء التي تزينها أسنانا بيضاء و من فوقها سماء زرقاء ... ولكن عفوا ما هذا انها أرضيه عشبيه تلك التي تجلس عليها المرأة التي تحملني ..لابد انها امى.... نعم هى امى ، و لكن ما هذا الهزال الذى يسكنها و من هذا الذى يأخذنى منها.... لا أعرف لكنهم يباركون له مولدي، لابد انه أبى ، ذلك الرجل الذى تدعوه أمى جورج
، والذي يسير حاملاً إياي الان فى شارع نظيف متسع... ارى وجوها بيضاء وأخرى سمراء تنظر لى و له بدهشه و غضب ....يا ترى ما هو لونى انا؟
هل هو ابيض كتلك المرأه التى تركب سيارتها لا اعتقد فهى ترمينا بنظره كالشرار
هل هو اسمر مثل هذا البائع العجوز
اعتقد اننى اسود مثلهم مثل والدي ووالدتي.
ها انا ذا اعود لحضن امى التى تبدى لهفه شديدة و تضمنى بشده
و لكنها تسأل أبى عن هذا الحصار الذى يضربه الجنود حولنا و على ماذا ينتهى و لكن لا ادرى ما معنى الحصار و لا معنى الجنود
أمى تحاول ارضاعى فيمنعها شلال من الماء الغزير الذى يسقط علينا ، يحتضننا أبى بفزع و يحاول جذبنا بعيدا
لكن عفوا من هؤلاء الذين يضربون جيراننا..... كلا منهم يرتدى زيا اسود مثل لوننا و غطاء للرأس
عفوا الماء يزداد اندفاعا و أبي جورج يسقط على الارض تحت اقدام ذوي الزي الأسود
يا للهول ما هذا أمى تقع بى و تحاول ان تحمينى من ضرب هرواتهم الضخمه و احذيتهم الصلبه
أمى صارت لا تتحرك بل و وتوقفت أنفاسها التي كانت تدفئني، لكنها ما زالت تحتضنى لتحمينى و لا ارى من حضنها الا لون السماء الذى صار اسود مثل لوننا
عفوا انا جائع و لكنى لست قادراً على الصراخ من شدة الجوع عفوا يا أمى ألا ترضعينى انا جائع انا جائع جائع جائع
****
و مع ارتفاع صوت المؤذن فى اذان الفجرمن مسجد مصطفى محمود
اقترب احد الجنود من احد الضباط و رفع يده بالتحيه و هو يشير باليد الاخرى
: الست دى يا فندم ميته و تقريبا معاها عيل صغير فى حضنها ميت هو كمان
فيرد الضابط بقرف :غور تاويهم فى اى عربيه مش عايز وجع دماغ
تمت
قصة من مجموعة "جمهورية الغابة العربية" نشرت عام 2006