لم يستطع منع دموعه من لقاء خديه عقب إستدعائه للتمثيل في فيلم "الخطايا"، لم يكن تعافى بشكل كامل من الشلل النصفي الذي أصابه في بدايات الستينيات، ولكن حسن الإمام طلب منه أداء أحد الأدوار في الفيلم...أسرع "أبو الدبل" إلى موقع التصوير، استقبله طاقم الفيلم بحفاوة، لكن اللمخرج الكبير أدرك منذ النظرة الأولى صعوبة مواجهته للكاميرا، حيث أثر الشلل النصفي على تعبيرات وجهه، كما بدا مرهقاً ومريضاً للغاية، حاول ملاطفته ومداعبته، وإقناعه بعدم تأدية الدور، ولكنه أصر، بعشق لم يخمد في القلب للكاميرا، وافق الإمام على مضض، ووقف أبو الدبل ليؤدي أول مشاهده في الفيلم بعد غياب، ولكن مع دوران الكاميرا سقط الجسد الضخم، لم يحتمل الحركة، وعادت الدموع لمصاحبة الخدين هذه المرة ولكن أكثر ملوحة، دموع الحزن دائماً أكثر ملوحة، وودع رياض القصبجي الشهير بـ"ابو الدبل" الكاميرا للمرة الأخيرة، حيث توفى بعدها بعام.
*****************
علمونا صغاراً أن الطيبين الودعاء جميلي الخلقة، تبوح ملامحهم بالطيبة، وحرصت مجلات "الكوميكس" وأفلام الرسوم المتحركة على تأكيد تلك المعلومة، وعلى العكس تماماً كان الأشرار..غلاظ الملامح طبقاً لنظرية لومبروزو التي تقوم على أساس أن هناك أشخاصاً يتميزون بخصائص جسدية وملامح عضوية خاصة وسمات نفسية معينة ، وأن هؤلاء الأشخاص ينقادون إلى الجريمة بتأثير العوامل الوراثية ويندفعون إلى الإجرام بحكم تكوينهم البيولوجي ، اندفاعاً حتمياً. لا يكون حياله من سبيل للعلاج سوى استئصاله من المجتمع.
ولكن رياض القصبجي آتى خصيصاً ليسقط تلك النظرية بل وليصبح اشهر "شاويش" شرطة وجيش في السينما العربية، وفي الواقع تصبح طيبة قلبه مع غلاظة ملامحه دليلاً على فشل نظرية العالم الإيطالي
*********************
يرتفع نفير القطار إستعداداً لمغادرة المحطة، يقوم صاحبنا بإستعدادته لممارسة عمله كـ"كمسارى" على خط القاهرة - بورسعيد، ينتهي من مهمته في الساعة الأولى ثم يتفرغ دون وعي لمراقبة المسافرين، يدهشه كثيراً ذلك الشاب الحريص على مداعبة كل ركاب العربة، وبث الضحكة في نفوس الجميع، عبر إطلاق التعليقات الساخرة، يترك العربة مطمئناً عليها، وفي عربة أخرى يساعد إمرأة عجوز فشلت في العودة لمكانها، يبتسم عندما تدعو له وهي مستندة على كتفه
- روح يا ابني ربنا ينولك اللي بتريده
يصل القطار، ويصل صاحبنا إلى ما يريد، بعدما انضم إلى فريق التمثيل في هيئة السكة الحديد، ليكتشفه بعدها المخرج فؤاد الجزايرلي ليقدمه في فيلم الأبيض والأسود، قبل أن يلتقي إسماعيل ياسين، ليكونا الثنائي الكوميدي الأشهر في تاريخ السينما المصرية.
رحل رياض القصبجي في مثل هذا اليوم، واسرته لا تملك حتى قيمة مصاريف دفنه، ولكنه مازال يملك قلوب الملايين من عشاقه، على الرغم من أنه لم يؤدي بطولة واحدة....المجد لمن يعطي ولا ينتظر مقابلاً.
*****************
علمونا صغاراً أن الطيبين الودعاء جميلي الخلقة، تبوح ملامحهم بالطيبة، وحرصت مجلات "الكوميكس" وأفلام الرسوم المتحركة على تأكيد تلك المعلومة، وعلى العكس تماماً كان الأشرار..غلاظ الملامح طبقاً لنظرية لومبروزو التي تقوم على أساس أن هناك أشخاصاً يتميزون بخصائص جسدية وملامح عضوية خاصة وسمات نفسية معينة ، وأن هؤلاء الأشخاص ينقادون إلى الجريمة بتأثير العوامل الوراثية ويندفعون إلى الإجرام بحكم تكوينهم البيولوجي ، اندفاعاً حتمياً. لا يكون حياله من سبيل للعلاج سوى استئصاله من المجتمع.
ولكن رياض القصبجي آتى خصيصاً ليسقط تلك النظرية بل وليصبح اشهر "شاويش" شرطة وجيش في السينما العربية، وفي الواقع تصبح طيبة قلبه مع غلاظة ملامحه دليلاً على فشل نظرية العالم الإيطالي
*********************
يرتفع نفير القطار إستعداداً لمغادرة المحطة، يقوم صاحبنا بإستعدادته لممارسة عمله كـ"كمسارى" على خط القاهرة - بورسعيد، ينتهي من مهمته في الساعة الأولى ثم يتفرغ دون وعي لمراقبة المسافرين، يدهشه كثيراً ذلك الشاب الحريص على مداعبة كل ركاب العربة، وبث الضحكة في نفوس الجميع، عبر إطلاق التعليقات الساخرة، يترك العربة مطمئناً عليها، وفي عربة أخرى يساعد إمرأة عجوز فشلت في العودة لمكانها، يبتسم عندما تدعو له وهي مستندة على كتفه
- روح يا ابني ربنا ينولك اللي بتريده
يصل القطار، ويصل صاحبنا إلى ما يريد، بعدما انضم إلى فريق التمثيل في هيئة السكة الحديد، ليكتشفه بعدها المخرج فؤاد الجزايرلي ليقدمه في فيلم الأبيض والأسود، قبل أن يلتقي إسماعيل ياسين، ليكونا الثنائي الكوميدي الأشهر في تاريخ السينما المصرية.
رحل رياض القصبجي في مثل هذا اليوم، واسرته لا تملك حتى قيمة مصاريف دفنه، ولكنه مازال يملك قلوب الملايين من عشاقه، على الرغم من أنه لم يؤدي بطولة واحدة....المجد لمن يعطي ولا ينتظر مقابلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق