27‏/08‏/2012

أرشيفي السينمائي : قصة نجم أصابته لعنة ساحرة شريرة !!!



تتحدث دائماً تلك الأساطير التي نرويها لأطفالنا عن ذلك الأمير الذي سحرته ساحرة شريرة لغرض ما، حولته غالباً إما لضفدع أو وحش مخيف، وتدور الأسطورة دائماً حول محاولة هذا الأمير إستعادة أدميته وشكله الحقيقي، والذي يتم عادة عبر حب صادق، أو قبلة من أميرة عشقته على حاله المتحول، فاستحق أن يعود لطبيعته الأولى.
يشبه هذا تماماً فنان مصري صاحب قدرات تمثيلية هائلة، فنان متميز للغاية تصدر دفعته في قسم التمثيل في معهد الفنون المسرحية، وأدى خلالها أصعب أدوار شكسبير هاملت وعطيل وغيرها بحرفية أدهشت حتى أساتذته، بدأ بداية بسيطة على المسرح ككل أبناء جيله، قبل أن يقدم أدواراً صغيرة في مسلسلات كـ"وما زال النيل يجري"، " من الذى لا يحب فاطمة "، ثم قدم دور أكبر قليلاً في فيلم "الطريق الى ايلات "، ومن دور صغير لأخر مارس أميرنا حياته الفنية، حتى التقى ساحرته الشريرة في فيلم "الناظر" للراحل علاء ولي الدين و المخرج شريف عرفة، لتحوله من أمير يشق طريقه إلى عرش الكوميديا إلى "اللمبي".
والذي حقق به نجاحاً لم يخطر في بال أحد، لتتضخم قوة الوحش الذي حولته الساحرة داخل الأمير، ليمارس به ثاني نجاحاته في فيلم "اللي بالي بالك "، ورويداً رويداً يخفت النور حول أميرنا، الذي يبحث باستماته عن الحب، حب الجماهير لعله يعود إلى سيرته الأولى، يتمنى قبلة يعطيها إياه شباك الإيرادات كي يتوج على عرشه الذي يحلم به.
ولكن أميرنا الفنان محمد سعد يعيش اسطورته معزولاً عن حكيم يدله على الطريق، مثل ذلك القرد في الملك الأسد مثلاً، أو شركة إنتاج تخاف عليه وتحميه من مخاطر الطريق، كما فعل الأقزام السبعة في اسطورة الأميرة النائمة، أو حتى حبيبة تعيده إلى حالته الأولى مثل اسطورة الجميلة والوحش، حيث لا يستمع الفنان إلى لنفسه، حتى عندما قرر منذ سنوات قليلة الإستعانة بمخرج كبير يصنع له فيلماً يعيده إلينا، اختلفا سوياً وعاد المخرج رافضاً إستكمال العمل، ليخرج فيلم بوشكاش كياناَ مشوهاً لا يستحق المشاهدة.
محمد سعد النسخة العربية من جيم كاري يفتقد إلى تلك الإدارة التي تدير نجماً بحجم جيم كاري، يفتقد إلى من يجعله يتفرغ لمهمته الأساسية وهي التمثيل، فقط التشخيص، ليتخلص أميرنا من تلك اللعنة التي أصابته ويعود إلى جمهوره الذي انتظره طويلاً.
ش

ليست هناك تعليقات: