كانت رودوبس تعيش حياة سعيدة مع والديها، إلا أن توفت والدتها، وتزوج والدها بإمرأة أخرى لها ابنتين، عاملت رودوبس بلطف في البداية، إلا أن توفى والدها، وظهرت إمرأة الأب على حقيقتها، وحولتها من صاحبة منزل إلى خادمة.
كل ما مضى من حدوتة رودوبس، الشهيرة بسندريلا لا يهمنا منه إلا نقطة واحدة، أن البيت صار يضم 3 فتيات شابات.
ويماً ما أصدر الملك قراراً بعمل حفلة راقصة، يدعو إليها كل شابات المدينة لإختيار زوجة، فتطلب روردوبس من امرأة أبيها الذهاب مع ابنتيها للحفلة، فتوافق ولكن بشرط تنظيف البيت وايجاد ثياب جميلة للحفلة فتقوم رودوبس بالتنظيف ويقوم اصدقائها الفئران والطيور بتجهيز فستان. وعند انتهاء رودوبس من التنظيف كان الفستان جاهزا وجميلا فذهبت إلى زوجة ابيها ليذهبن إلى الحفلة ولكن بنات زوجة ابيها الحسودات مزقن فستانها وذهبن إلى الحفلة دون اخذ رودوبس.
إلى هنا وتبدأ القصة في التحول للخيال، حيث جعلت من الابنتين الآخريتين مجرد حاسدات حاقدات، على الرغم من أنهن قد يملكن مواهب وجمال أكثر منها، فلنستكمل "الحدوتة" لنعرف إلى ماذا نصل.
بكت رودوبس فظهرت لها ساحرة طيبة أعطتها فستاناً جديداً وعربة وغلخ إلخ إلى نهاية القصة، التي فازت فيها في النهاية بقلب الأمير، دون أن تأخذ الفتاتين الاخريتين فرصتهن، وحصلت رودوبس الشهيرة ب"سندريلا" على كل شيء بمساعدة ساحرة طيبة.
يشبه هذا كثيراً قصة نجم مقالنا اليوم، الذي نجح بنصف موهبة، وبأداء صناعي للغاية في أن يكون أفضل ممثل مصري في القرن العشرين، بمصاحبة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، المدهش أن رفيقات فاتن هاجمن إختيارها، بينما لم يهاجم رجل واحد إختيار شكري سرحان ممثلاً للقرن، على الرغم من تفوق الكثيرين عليه في الموهبة والحضور.
لكن سرحان استفاد تمام من سحر الساحرة الطيبة التي أهدته أفلاماً يقوم ببطولتها في حجم قنديل أم هاشم، البوسطجي، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، شباب إمرأة، قدم فيها اداءً عادياً ارتفعت به بقية عناصر الفيلم وصنعت منه علامة في تاريخ السينما في مصر.
وربما كان ذلك نصيباً عائداً لشكري سرحان من طبيعته الشخصية التي تميزت بكونه طيب القلب، و “ابن بلد”، حيث شهد جميع من كانوا يتعاملون معه طوال حياته أنه يتمتع بهذه الصفة، بالإضافة إلى تمتعه بأخلاق عالية، ويعود السبب في ذلك الى نشأته الدينية..، أو كما قالت عنه الفنانة الراحلة هند رستم "شكري سرحان كانت تربطني به زمالة مهنة, وأذكر له انه بأخلاقياته, وطباعه, وتصرفاته كان يشعر ني بأنه الأخ الأكبر بتاع زمان وليس المودرن, كان متمسكا بالأصول والتقاليد والقيم لأبعد الحدود, ولا أنسي له موقفا شخصيا معي كان فيه نعم الزميل الشهم وهو أنني كنت أمثل معه في فيلم رد قلبي وكنا نجري بروفة لأحد المشاهد وكنت مرتدية بذلة رقص ـ لأني كنت أقوم بدور راقصة ـ وجلست أتكلم مع الراحل عزالدين ذوالفقار عن كيفية ضبط الاضاءة وما سنفعله في المشهد التالي.. وهكذا وفوجئت بشكري سرحان ينادي علي اللبيسة الخاصة بي البنت اللي بتلبسني ويقول لها اطلعي هاتي لها روب رغم أن كل فريق العمل بالنسبة لي أهل وكلنا أسرة واحدة, وعندما احضرت البنت الروب قلت لها مين قالك ان أنا عايزة روب فقالت لي: الأستاذ شكري هو اللي قال لي ذلك, ساعتها شعرت بان شكري ليس زميلا بل هو أخ كبير وأنني أخته هو ده شكري سرحان برجولته وشهامته وأخلاقياته العالية, أخلاقيات ولاد البلد, لم ولن أنسي له هذا الموقف وعلي شاكلة ذلك الكثير والكثير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق