إمرأة مختلفة، وفنانة أكثر إختلافاً، بدأت حياتها الفنية على درب أسلافها نجمة إبراهيم، وزوزو حمدي الحكيم، ملامح شريرة، تقدم شخصيات أكثر شراً على الشاشة، نجح المخرجون في حبسها في أدوار الحماة، ورئيسة العصابة، والمرأة أو الجارة الشريرة، واستسلمت تماما الفنانة الكبيرة نعيمة الصغير لهذا الدور، إلا أنها نجحت في إضافة بصمة خاصة بها جداً على تلك الأدوار لتصبح نعيمة الصغيرة.
تلك المرأة المعجونة بخفة دم فطرية، والتي ساعد صوتها الغليظ مع تلك الطبيعة في إضافة لمسة ضاحكة على أدائها لشخصية الشريرة، لتنجح في جعل الشر محبباً، وهو ما أدى لأن تكون نعيمة الصغير أول فنانة تقدم أدواراً شريرة فنياً تقدم إعلاناً عن مواد غذائية في التلفزيون، وهو تحقيق لمعادلة شديدة الصعوبة، تجمعت فقط في خلطة خاصة إسمها نعيمة الصغير.
ربما لم تكن فتاة أحلام المشاهدين يوماً، ربما لم تجد عاشقاً على طراز كمال الشناوي، أو أحمد عز، إلا أن عشاقها كثر، لأنها تشبه تماماً كلمة "إن شاء الله" التي ينطقها الطبيب قبل إجرائه عملية، اللص قبل أن يصعد لينفذ عمليته، هي جزء أصيل في الشخصية المصرية المسكونة بالسخرية وخفة الدم، ولهذا دخلت نعيمة إلى القلوب مباشرة..
يقولون قد تكون إلتقت يوماً بالرائعة ماري منيب، وكانت مثلها الأعلى، ويقولون أيضاً ربما كانت نعيمة تحلم بأن تصير مطربة، ولكن الحقيقة أنها تنتمي لمدرسة ماري منيب، إلا أنها "الألفة" فيها تلميذة قد تتفوق أحياناً على نمطية أستاذتها، وقد تفشل أحياناً، أما عن حلم الغناء فقد كانت المفارقة أنها بدأت حياتها الفنية بدور مطربة في فيلم اليتيمتين عام 1948، وأنها قبل رحيلها بقليل غنت في إعلانات عن مواد غذائية، محققة الحلم بطريقتها الخاصة، الحلم الذي بدأته مع زوجها محمد الصغير قبل العمل بالتمثيل بتقديم المونولوجات.
هي إمرأة لها طريقتها الخاصة في الفن والحياة، في الاداء ، هي إمرأة خاصة، تركت بصمتها في السينما على هيئة وجه شرير قادر على إضحاكك رغماً عنك، قادر على إجبار المشاهد على حب الشر ب"العافيه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق