27‏/08‏/2012

أرشيفي السينمائي : شارلي شابلن..... نبي الضحكة وصعلوك السعادة





للسعادة أنبياء من بني البشر، أرسلهم دون وحي ليهبوا للعالم ضحكاته، ليضيئوا القلوب التي أظلمها الحزن، ويبددون سحب الكآبة ليصفو الجو، وشارلي شابلن هو أحد هؤلاء الأنبياء الذين وهبوا عمرهم للدعوة إلى السعادة حتى أنه قال ذات ليلة " يوم بلا ضحك هو يوم ضائع"، ذلك الفتى الصغير الذي بدأ مشواره الفني في السادسة من عمره حين كان يقدم الأغنية الشعبية "جاك جونز" في "الميوزيك هول"، ولكن سرعان ما جذبه الرقص والتمثيل الصامت الذي تعلمه على يد "فريد كارنو" صاحب مدرسة "البانتوميم" الإنجليزية، ليصبح في غضون سنوات، أحد ألمع ممثلي العالم في التاريخ.
شابلن الذي أهدى أحد أستاذته في فن التمثيل الصامت ماكس ليندر تألق في هذا الفن تحديداً قبل نشوب الحرب العالمية الأولى وصار فارسه الأول في العالم الغربي، بشخصية هذا الصعلوك التي صارت شخصية عالمية، وصارت رمزاً للسينما الصامتة، حتى أن شابلن رفض أن يحولها لناطقة بعد دخوله عصر السينما الناطقة.
ذلك الصعلوك الذي وهب العالم ثروة من السعادة، انتقل ما بين بريطانيا وأمريكا عدة مرات، ومنع من تأدية فنه لفترات طويلة في العصر "المكارثي" قدم ابتكارات السينمائية عديدة جداً وتحتاج لوقفة مطولة ... ولكن باختصار نستطيع القول أنه بالإضافة للتيمات الكوميدية الشهيرة التي قلدت مراراً وتكراراً بعده، قدم شابلن أول لقطة "عمق المجال" في تاريخ السينما في فيلمه "حمى الذهب". وأول "لقطة مشهدية" في تاريخ السينما في فيلمه "الملاكم"وكان له السبق في النقد الاجتماعي والسياسي في وقت لم يكن يجرأ أحد غيره على فعل ذلك.
وان كان شعار شابلن الذي عمل صغيرا كخادم وبائع وراقص كلاكيت هو "لن تجد قوس قزح ما دمت تنظر إلى الأسفل"، فلقد نجح في أن يطرح ملايين من ألوان السعادة من خلال قوسه السماوي عبر شفاه ملايين البشر التي لم تكل من الابتسام بسببه.
شابلن الذي ولد في مثل هذا اليوم هو الذي قال عنه الأديب العظيم جورج برنارد شو "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية"، هو الاب الشرعي للضحكة على الشاشة الفضية.

ليست هناك تعليقات: