10‏/09‏/2013

عزيــزي "جاك نيكلسون"

ربما لا يعلم جاك نيكلسون أو يهتم لرجل يبكي في الشرق الأوسط على خبر اعتزاله التمثيل لأنه يفقد ذاكرته، ربما حتى لا تسعفه تلك الذاكرة ليعلم أين هو الشرق الأوسط أساساً.
ربما أيضا ليس مهما لصاحب الـ76 عاما أن يعرف أنني منذ رأيت فيلمه "One Flew Over the Cuckoo’s Nest" وقد تغيرت حياتي تماما، صرت فخورا بجنوني، صرت اعلم أن قدرتي على منح السعادة للأخرين تهبني أماني الخاص، والطاقة الكافية للتحرر من سجني، صار لدي دستورا للحياة.
وحين رأيت من بدأ حياته الفنية بدور "جوفر" في سلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة " هانا باربارا " يؤدي دور الجوكر في سلسلة "باتمان"، ايقنت أن للشر وجه طيب، وأنننا كبشر لسنا ملائكة، نحمل بداخلنا اللونين وهو ما أكده لي "نيكلسون" عند أدائه لدور الرجل الذئب في فيلم بنفس العنوان.
ربما لا يهتم أحد أنني قررت أن أترك القوات المسلحة بعدما رأيته يؤدي دوره في "A Few Good Men "، حين أدركت تلك الهوة العميقة بيني وبين الفكر السائد لجيوش العالم.
ربما لم يعلم أنني عندما قاربت على الـ40 من عمري أعدت وضع دستوري الشخصي بناء على فيلمه الرائع "The Bucket List"، وقررت أن الحياة لن تعاد مرتين، وعلي أن أموت سعيدا حين يأتي موعدي أيا كانت المعوقات.
لم تكن عزيزي "جاك" تلك المرة الأولى التي أبكي فيها أمامك، في الحقيقة بكيت أمامك منذ 12 عاما حين مات والدي، حين كنت تصور فيلم The Pledge"، حين كنت تحفظ دورك كما اتعدت وتكرره مرارا حتى يثبت في رأسك، وتدع الأداء لما هو أمام الكاميرا.
ذهب والدي يا جاك، رحل كما رحلت ذاكرتك، وبقيت أنا وحدي بدموعي التي لن يراها أحد.

**********
بعدما كتبت هذه القطعة نفى العزيز "جاك" الخبر بابتسامة عريضة، وابتسمت أنا أيضا