04‏/05‏/2011

هذه ليلتي


مللت الكتاب الذى فى يدى فنحيته جانبا وتأملت الغرفة من حولى .....هذا الفراش العتيق الذى فقد لونه فصار عجوزا وحاشيته المتموجة من فعل الزمان ،تلك الخزانة التى فقدت ابوابها كما يفقد العجوز اسنانه، أيضاً ذلك الطلاء الحائل اللون الكالح بفعل الرطوبة.
ضحكت من نفسى لانى جعلت من هذه الغرفة فى هذا البنسيون الحقير نقطة انطلاقى للهجرة خارج الوطن خلال اختباراتى فى تلك السفارة الاجنبيه .
نقطة انطلاق من القاع الى القمة ............................
بدأ النوم يغزو عيناى، فقمت بهدوء لفتح النافذة حتى يجبرنى هواء ليل القاهرة الشتوى البارد على الاستيقاظ.
وألقيت نظرة على شوارع عاصمتنا المهزومة وتمثال رمسيس الاسير الذى يظهر من بعيد .
ولمحت غطاء عسكريا اسود يغطى جسدا ضئيلا فى احد اركان تلك الشوارع فنفثت دخان سيجارتى فى ملل.
ألقيت نظرة اخيرة على الغطاء الذى بدا من يرتجف وأغلقت النافذة لامنع الضيق من التسرب الى روحي.
* * *
وبعد اعواما طويله فى اول عودة لى لقاهرة المعز اسرعت مغادرا المطار ودون انتظار ركبت سيارة اجرة لتطير بى على محطة القطار لاسافر الى بلدتى وحضن امى الدافىء الذى افتقدته كثيرافى ليالى الغربه.
وهناك فى ميدان رمسيس تذكرت لا ادرى لماذا تلك الليله، وذلك الغطاء العسكرى الاسود فألقيت نظرة حولى، فوجدت غطاء اخر يشبه غطاء ليلتى تلك ولكنه يغطى اكثر من جسد، وتلفت حولى فرأيت الكثير والكثير من تلك الاغطيه تفترش ارصفة الشوارع في غياب تمثال رمسيس ، فاشعلت سيجارتى فى حزن.
كتبت في 2009