27‏/08‏/2012

أرشيفي السينمائي : حكاية لعبة 3 , تحيا الثورة و تسقط الديكتاتورية .




ان تمجد العمل و تعلو بقيمة الوفاء فى فيلم للاطفال , فهذا شىء رائع , وهذا هو ما بدأ به فيلم حكاية لعبة 3 , عندما اجتمعت اللعب برئاسة " وودى " راعى البقر الشريف زعيمهم لتتسائل عن مصيرها بعدما كبر " اندى " صاحبها و اهملها وبات على بعد ايام قليلة من الانتقال للجامعة و ترك المنزل , وفى الاجتماع يحاول وودى ككل الزعماء تهدئة الاوضاع و بعث الطمأنينة فى اتباعه الذين اشتاقوا لممارسة الالعاب بيد طفل يحبهم .
وفى نهاية هذا الموقف يقرر " اندى " - صاحب اللعب - وضع كل ألعابه فى سقيفة المنزل و اصطحاب "وودى"  معه الى الجامعة حيث انه لعبته الاثيرة , و يحدث خطأ ما ليقلب الاحداث راسا على عقب .
و يبدأ الفيلم فى التمجيد للثورة و محاربة الظلم و مقاومة الديكتاتورية التى يمثلها دب من الفراء يسمى " المعانق " يسيطر على حضانة اطفال و على اللعب بداخلها , و يفرض ديكتاتوريته عن طريق لعبة طفل ضخمة الحجم تمثل ذراعه القوية , يبطش بها بكل من يفكر فى التمرد على قوانينه , وذراعه الاخرى " كين " تلك اللعبة الانيقة الماكرة التى تصبح بجوار القوة اداته لفرض السيطرة على شعب اللعب فى حضانة الاطفال الواسعة .
وعند اول صدام بين لعب " اندى " التى تم نفيها الى اسوء قاعات الالعاب , ليلعب بهم اطفال اشقياء  سنهم لا يسمح لهم بهذه الالعاب فيعملون على تدميرها و تلوينها و العبث بها , فيحاولون الهرب بقيادة " باظ يطير " نائب القائد اندى الذى فر بعد ان حاول اقناعهم بالعودة لبيت " اندى " وان ما حدث لهم لا يعدو كونه غلطة , فلم يصدقوه .
يتم القبض على باظ و يقوم الدب بمحاولة رشوته و اغوائه و لكنه يرفض كالفرسان الشرفاء , فيقوم الدب الديكتاتور بمساعدة احد علمائه و اذنابه بالحصول على كتالوج تلك اللعبة و اعادة محو ذاكرتها ليمكنه السيطرة عليها - غسيل مخ - و يدفع به لحراسة باقى اصدقائه الذين اختفوا من ذاكرته .
و هنا يعود البطل المنقذ و الزعيم " وودى " لانقاذ زملائه - الثورة تنتظر زعيمها - و بمعاونة احد اللعبات الطيبة المغلوبة على امرها يعلم بكل مخارج الحضانة و اماكن حراسها , و يقود محاولة ملحمية للفرار تنتهى بمواجهة عصابة الدب الديكتاتور و حديث شيق جدا عن النظام الهرمى الذى صنعه الدب الديكتاتور لقيادة لعب الحضانة , وعن تلك الحاشية التى اصطفاها لتستفيد بكافة المميزات و هو على راسها و الباقين الذين فرض عليهم القهر بل و السجن احيانا لحماية وترفيه النخبة الحاكمة .
و ينجح " وودى " قائد الثوار فى اقصاء هذا الدب عن طريق لى ذراعه القوية و اقناعها بالانقلاب عليه , لتصبح ذراعه الباطشة هى اول من يبطش به - اشارة الى انقلاب السحر على الساحر و حاجة الثوار الى استخدام ذكائهم ان غابت قوتهم - .
و ينتقل الفيلم الى مرحلة اخرى بعد ذلك تحث على حب الاصدقاء و الارتباط بهم و التضحية من اجلهم حتى يعود الجميع الى بيت " اندى " الذى يقرر اهدائهم لصديقة صغيرة , تعود للعب بهم مرة اخرى فتحل السعادة على الجميع
و فى النهاية و امام تلك القاعة ادركت عبقرية الفيلم عندما رفض صغيرى ان يتبعنى و اتخذ طريقه الى الباب وحده فى مسار اخر بدا اقل من مسارى بكثير

ليست هناك تعليقات: