28‏/08‏/2012

أرشيفي السينمائي : يا أهل السينما توبوا .....يرحمكم الله!!!





أكتب مقالاً أعرف أنني سأهاجم عليه بعنف، ولن يستحي المدافعون عن راية الدين إستخدام كل لفظ خارج نهى عنه الدين ذاته في الدفاع عنه، ولكنني أكتبه بضمير عاشق السينما، يراها فناً راقياً يساهم في زيادة الوعي والتثقيف عند الشعوب مما يرتفع بالمستوى الحضاري للأمم، لا حراماً يعاقب الله عليه ولا منة يمنها علينا حاكم بالسماح بحريتها أو تقييدها، بل هي حق للمبدع دون رقيب أو وازع، وعلى الجمهور أن يتقبل أو يرفض، ومرة بعد مرة سينزوي المبدع الذي سقط بإبداعه، ويبقى المبدع الحقيقي، أما تلك الرقابة التي لا تليق سوى بطلبة المدارس الإبتدائية فمجرد وجودها إهانة لحضارة مصر.
دعوني أعترف أننا كشعب لم نصل بعد لمرحلة التصالح مع النفس، فكلاً منا يهاجم السينما والمشاهد التي يراها خارجة، وعلى الرغم من هذا، يحقق فيلم شارع الهرم أعلى الإيرادات، بل وتحقق مقاطع الفيديو المرفوعة على "يوتيوب" لتلك المشاهد الخارجة أكبر نسب مشاهدة، لكن على المبدعين ألا ييأسوا ويواصلوا عملهم، يوماً ما ستعود السينما لتسطع على مصر، لأنه لم يخلق الله بعد من يقدر على حبس النور.
ولكن أكثر ما يثير حفيظتي هذه الايام هو تداول البعض لصور بعض الفنانات "المعتزلات"، تحت مسمى "التائبات" في إعتراف ضمني منهم بأنهن كن يرتكبن فاحشة والعياذ بالله أو منكراً إسمه السينما، وأخر ماورد علينا من هذه النوعية صورة للفنانة الراحلة مديحة كامل ويصاحبها قصة على لسان ابنة الفنانة الراحلة تروي على لسانها ما لم يسمعه غيرها بعنوان "قصة توبة الفنانة مديحه كامل رحمها الله ....
تحكيها ابنتها، قصة تستحق القراة ربنا يرزقنا حسن الخاتمة" - تركت الجملة بأخطائها الإملائية - ادعت فيها تلك الابنة انها لم تكن تشعر بأمها أثناء ممارستها لفن التمثيل بل كانت تشعر بالغربة في أحضانها بينما كانت تحب خالته وزوجها حافظ القرآن - في خداع ساذج لعقولنا التي تعرف أننا نعشق أبائنا وآمهاتنا بغض النظر عن مهنتهم ولم يفكر أحدا منا أن يحب أباه لانه حصل الدكتوراة أكثر - ثم تواصل الفتاة حكايتها عن منعها من مشاهدة أفلام أمها وخجلها وخجل أمها مما قدمته ثم قصة تحولها للهداية والعودة لحظيرة الدين وكأنها كانت كافرة - فيما يشبه قصص الدعوة في مجاهل أفريقيا في القرون الوسطى - والمؤلم هنا أكثر من الصورة والمكتوب عليها، كم المصريين الذي شارك الصورة ورفعها على صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي، ومعظمهم يشاهد السينما والتلفزيون بإنتظام ويستمتع بهما، لكنه يؤمن من داخله أن صناعها فيما يبدو كفار.
نعاني من إزدواجية مرعبة، لن تصل بنا إلا إلى القاع، حتى ندرك ساعتها ماذا ضيعنا؟ افيقوا يرحمكم الله...السينما فن راقي اساء البعض استخدامه، وليست فاحشة تستوجب التوبة.

ليست هناك تعليقات: