يتبارى الرجال في مصر هذه الأيام بالتشفي في نساءها بإستعراض صور مشجعات يورو 2012، ويبدي كلاً منهم حسرته على جمالهن الفتان، الذي تفتقده المرأة المصرية، لدرجة أن أحدهم ادعى أننا دخلنا النار ونحاسب بنسائنا - أنا- والآخر طالب بإلغاء خانة الجنس من البطاقة الشخصية حيث ليس هناك فارق بين نساء مصر ورجالها.....لكن كل هؤلاء وأنا أولهم علينا أن نقدم إعتذارنا اليوم، في ذكرى رحيل سندريلا الشاشة العربية الفنانة الرائعة سعاد حسني، التي يتوارى الجمال الأوروبي البارد خجلاً من جمالها وجاذبيتها وحضورها، ومصريتها، وشقاوتها..إلخ إلخ - عفواً مساحة المقال لا تتسع لذكر كل مميزاتها -.
كتبت منذ عام مقالاً في ذكرى وفاتها أيضاً قلت فيه عندما قرر الله اختصار الأنوثة خلق لنا سعاد حسنى، وخلال ذلك العاك وأنا أتابع عن كثب كل ما كتب عن السندريلا، الأغلب يجمع على أنها قتلت ولم تنتحر كما أشاع البعض، وأنا أجزم أنها ما سقطت من الشرفة، بل طارت لتحلق في السماء، لتتحول تلك الروح النابضة بالحياة العاشقة للوطن، إلى لعنة في وجه كل ظالم، وإلى نسمة صيف ناعمة حريرية باردة على وجه كل بسيط لفحته شمس بلادنا حتى أضنته، أما في ليالي الشتاء فعادت إلى "كانون" كل فلاح تشعل له ما يصنع به خبزه، ويستدفيء به، وأما في الحضر فسكنت ثرثرة الاصدقاء على المقاهي في لحظات الدفأ والسمر.
سعاد حسني لم تعد مجرد فنانة أبدعت فتذكرها الجمهور، بل صارت جزء من الثقافة المصرية، مثل صديقها ,ابوها الروحي صلاح جاهين، مثل شهر رمضان في القاهرة، مثل سحر الإسكندرية الخاص الذي لا تضاهيه مدن العالم.
سعاد حسني الطفلة التي لم تتلق تعليماً مناسباً وعلمتنا الحب، ووهبتنا البهجة، تلك المرأة التي لم ينحصر جمالها في ملامح تعشقها، أو جسد ترغبه، بل في روح تأسرك، تدفعك للأمام، تجعلك عاشق حتى الثمالة، تلك المرأة التي تشبه الوطن، بجماله وحميميته وتفرده، جاذبيته التي لا تدرك سببها أحياناً.
أغمض عينيك لثوان بعد قراءة المقال وتخيل مصر، سترى السندريلا....بلا زي مستورد من الخليج، ولا تدين صنعه تاجر دين، ولا مغتصب يدعي حمايتها....مصر الحرة التي يحاولون إغتيالها، ولكنني أثق أنها ستطير ولن تموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق