25‏/04‏/2013

أرشيفي السينمائي : عبلة كامل إمرأة بدون وجه


يقول المتشائمون أنها انتحرت عام 2002 عن عمر يناهو الـ42 عاماً، بينما يعتبرها الخياليون صاحبة موهبة "السندريلا" التي رحلت عندما دقت عقارب ساعة الألفية الجديدة، بينما يبدو العالمون ببواطن الأمور أكثر غموضاً حين يقولون أنها عندما بلغت سن النبوة أصابتها لعنة شريرة، فتركت أشباح "رقية البدري"، و "تقى"، و"رقية"، و"فاطمة"، و"وداد"، وأخيراً "جليلة" التي امنت بها ورحلت إلى الجانب الأخر من النهر، حيث "فرنسا"، و"عسلية"، و"حنيفة"، و"استفتاح"، تلك الضفة المختلفة التي تجعلك نجماً دون أن تسطع، التي يملك أصحابها القدرة على زيادة الأصفار يمين رصيدك في "البنك" بأوراق سحرية ملونة يسمونها "شيكات"، لا تدفع مقابلها شيئاً سوى المزيد من الرخص.
على الضفة الأولى قبل الهجرة كانت عبلة كامل تتلقى بشارتها الأولى على يد محمد صبحي على المسرح، حين كان راهباً فيه، وكأنه أصابها بلعنته فتبعته في هجرته، قبل ان يلتقطها يوسف شاهين ليقدمها في "وداعا بونابرت"، ومَن  تختاره كاميرا "جو" فقد فاز فوزاً عظيماً.
وما بين سحر رأفت الميهي في "للحب قصة أخيرة" ومزامير إسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة في "ليالي الحلمية" كانت تستعد لمكانتها التي تسحقها موهبتها، وبعد ما يزيد عن الأعوام العشرة وهي تنمو كشجرة صبار مثل كل أشجار تلك الضفة التي تنمو ببطء ولكن بجذور أقوى وقدرة لا محدودة على الخلود، وبنهاية فيلم "عرق البلح" أسطورة رضوان الكاشف، قررت أن تقترب من وحل الضفة لتعرف أين يذهب النهر، ربما بحكم تجربتها السابقة في "هستريا" مع أحمد زكي الفنان الوحيد الذي امتلك قارباً خاصاً تنقل فيه بين الضفتين حينما يشاء.
وبفيلم "أشيك واد في روكسي" عام 99 كانت إرادة عبلة أقل إحتمالاً من المد والجزر، وعقب أدائها الأخير في مسلسل أحاديث الصباح والمساء كانت النجمة الموهوبة تودع جمهورها بطاقتها القصوى، كانت صحوة الموت تعطيها بريقاً يليق بموهبة قررت صاحبتها أن تستبدلها بنقود وحجاب.
وخلال ما يزيد عن عشرة أعوام جديدة، على تلك الضفة التي يحكمها "السبكي" وأنصاف المواهب، والتي يحدد بريق نجومها رصيدهم في البنك، كانت موجودة بنفس سوقية "فرنسا" وإبتذال أم اللمبي، كانت كعذراء اختارت بمحض إرادتها أن تزف إلى عريسها على الطريقة "الشعبية".
وتبقى عبلة كامل كأحد القلائل في تاريخ السينما الذين اختلفوا في نهايته، لكن المؤكد أنها ليست العنقاء حتى تنهض مرة اخرى من الرماد، ولا أنها ماتت ويصر "الزومبي" الخاص بها في تعذيب جمهورها، ولا أنها ما زالت حية، لأن سذاجتنا علمتنا أن من باع لا وجه له.

24‏/04‏/2013

الجـزء الثالث : رسالة منسية من الملك

على باب المدينة... يسأله الحراس، لماذا عدت؟
يبتسم ساخراً ويقول أتمنعون الهواء عن الصدور
 أتقدرون على منع تفتح الزهور
عدت ...لأنني حياً ما مت
*****
ترتجف المدينة حزينة... هي جداً حزينة
تخاطب الملك العائد خائفة مرتجفة
لا أعدك بالعرش ولا بالبقاء
لا أضمن حين ينتهي الإنكسار حكم القضاء
يبتسم الملك متفهماً
ينظر بهدوء إلى السماء
يسألها بهدوء عن قدرة رب السماء
عن نبت الأرض الزاهر عن النماء
يروي عن كل المدن المهزومة
التي تتمنى الفناء
عن تلك الأسوار الرمادية التي تحجزها
وتمنع النقاء
عن ظرف يمنع حكم
عن حزن وإكتئاب وانحناء
يطالبها بالكف عن الكلم
عن التفكير، عن تداول الأسماء
يربت على حجر بارز، منقوش بالأنباء
مكتوب فيه أن مليك مدينتنا جاء
جاء ليبقى إن ذهب العرش وصار هواء
فالسكنى لا تعني الملك
وإلا كان الحب محض هراء
يفترش الأرض بلا ضجة بلا إستحياء
ويقول بعلو الصوت، ما للحب من ثمن
ليس هناك أروع من سكنى الوطن
يخاطبها : دعيني أحبك حتى يجلو الوسن
عندها نحطم على مذبح الحب للخوف ألف وثن
وإن قلتي يوما، لا استطيع أن أمنحك العرش
سأنحني محييا ,أصير بعضاً من زمن
ذكريات لا تنسي ولا تهن
لأنه زمن المحن
ويوم تنتصرين
سنبقى ما دام الزمن
****
يخلع التاج ويحدق فيه ملياً ويبتسم
على ملامح وجهه، وجهك يرتسم
ينقسم الملك قلوباً لا تنقسم
يحيط مدينته الغرقى في الألم
يدرك أن ما بها بعضاً من سقم
ينتظر شفاء يرجو ويعتصم
بالحب وسيلته الأولى
بالحب سلاحه الأبقى
بالحب كل ما يبقى
منتصر ولا ينهزم

05‏/04‏/2013

قصة حقيقية

- وزير الداخلية ع التليفون يافندم
توقف الزمن لحظياً، اتسعت عيناه من فرط الذعر، ازدرد ريقه بصعوبة، حاول التنفس فلم يستطع، فرت قطرة عرق من جبهته ثائرة على برودة التكييف، انتفض جسده دون أن يغادر مقعده، ومع سريان صوت الوزير على الطرف الأخر من الهاتف، تراجع الذعر منكمشاً في مكانه الآمن في روح الرجل، ومع نهاية الجملة الأولى
- مساء الخير يا سيادة الريس
كان قد تذكر موقعه الجديد، فتنهد بإرتياح وابتسم لنفسه رافعاً إصبع يده الأخرى ليقول
- وعليكم السلام ورحمة الله يامحمد.......خير؟
********
أي تشابه بين القصة والواقع حقيقي تماماً بناء على شهادة أحد المقربين.