27‏/08‏/2012

أرشيفي السينمائي : عائشة الكيلاني..... أيقونة نسائية في السينما المصرية

 خلق الله حواء جميلة، ليسكنها آدم، وعلى مر العصور كانت حواء تستخدم هذا الجمال تارة في إغواء آدمها، وتارة في هدايته، ولكنها بقيت دائماً جميلة، وحلل الفلاسفة هذا بأن داخل كل إمرأة نوعاً من الجمال لا يكتشفه إلا رجلاً يحبها، لتزهو به بقية عمرها مهما كانت وظيفتها، أو درجة تعليمها، كلهن حواء يحببن أن تصف جمالهن وتتغزل فيه، إلا صاحبة هذا المقال، والتي اشتهرت عبر عشرات الأدوار التي قدمتها بأنها المرأة التي لا تملك أي ملمح من ملامح الجمال، فقط الكثير من خفة الظل، وبقيت حبيسة هذا الدور تبدع فيه تارة وتكرره مرات أخرى حتى مضى عصرها وبقى دور المرأة القبيحة مسجلاً بإسمها في السينما المصرية.
عائشة الكيلاني خريجة المعهد العالى للفنون المسرحيه قسم التمثيل عام 1987، التي قدمت أول أدوارها في رائعة عاطف الطيب الحب فوق هضبة الهرم قبل أن تتفجر موهبتها الكوميدية في فيلم سيداتي آنساتي نموذج خاص جداً للمرأة، يكشف جمالاً قلما يدركه الرجل الشرقي، جمالاً حرصت على إخفائه بالمزيد من المكياج القبيح الذي يخفي ملامح وجه خلق للإبتسام، لتؤكد نفس النظرية التي طرحها الفلاسفة من قبل بأن الله لم يخلق إمرأة دميمة، نجحت خلال عشرات الأدوار أن تقتعنا بأن "العرسان" يهربون منها لدمامتها، لا يحبونها، وعشقها الشعب المصري بأكمله، رجاله قبل نسائه.
ولكن تماماً كما اعتادت العصافير الحبيسة الفشل خارج جدران الأقفاص، فشلت عائشة الكيلاني في التحليق فنياً خارج هذا الدور، الذي ينزوي تقريبياً مع رحيل فترة الشباب، لتختفي صاحبة الدور الواحد من على الشاشىة تدريجياً، ويغفل صناع السينما عن موهبة كبيرة تفرغ من سبقوهم في إهدارها خلف قناع المرأة الدميمة، وبقيت مثلاً يتندر به الشباب عندما يسألهم رفاقهم عن سر إبتعادهم عن فتاة أو رفضهم لها، أو حتى إمرأة تنتقد جمال إمرأة أخرى، لتهب نفسها على مذبح لم تستخدمه إمرأة قبلها.
لتبقى عائشة الكيلاني - شاء من شاء وآبى من آبى - في ذكرى ميلادها قنبلة كوميدية ضخمة لم تجد المخرج الجريء القادر على تفجيرها خارج الإطار التقليدي، ولتفقد السينما المصرية إحدى حفيدات زينات صدقي المبدعة الرائعة.

ليست هناك تعليقات: