يغادر الوزير سيارته بعد إجراءات التأمين المشددة، يعيد ضبط رابطة عنقه، ويعدل من وضع نظارته الشمسية قبل أن يخلعها وهو يستعد لدخول مسجد الزمالك، يخلع حذاءه ويتجه مباشرة إلى شيخ المسجد محمد صديق المنشاوى الذى أنهى صلاته واستقبل الوزير مرحباً، شد الوزير من قامته وقال: «سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً يحضره الرئيس عبد الناصر»، ففاجأه الشيخ محمد بقوله: «ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبدالناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوى»، ورفض أن يلبى الدعوة.
محمد صديق المنشاوى ولد فى قرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج عام 1920، وأتم حفظ القرآن فى الثامنة من عمره، فاصطحبه عمه الشيخ أحمد السيد معه إلى القاهرة ليتعلم القراءات وعلوم القرآن، ونزل فى ضيافته، وعند بلوغه الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود وأتقنه، ليصبح محمد الصغير شبيها لوالده الشيخ الكبير صديق المنشاوى الذى ورث حلاوة الصوت والتفرد فى طريقة التلاوة وأحكام القراءة عنه.
المقرئون يتنافسون للاختبار فى الإذاعة، بينما يرفض الشيخ محمد أن يختبره أحد، ترسل له الإذاعة أكثر من إخطار ليوافيها، ليتم اعتماده رسمياً، يواصل الرفض، فترسل له وحدة تسجيل لتسجل له كى يعرض التسجيل على اللجنة، فى سابقة لم ولن تحدث فى تاريخ الإذاعة، ولكن اللجنة ترفض التسجيل وبعد عناء يوافق الشيخ على الاختبار.
اعتاد دائماً المواجهة بروح مقاتل قلما تتواجد مع هذا الحس المرهف فى القراءة، لذلك عندما أشاع البعض ضعف صوته، أصر بعد تعطل الميكروفون فى إحدى السرادقات على أن يقرأ بين الناس ماشياً على قدميه تاركاً دكة القراءة والناس تتجاوب معه حتى بهر الناس بقوة صوته.
وعندما عرض عليه أحد الموسيقيين الكبار فى فترة الستينيات أن يلحن له القرآن قائلاً له: يا شيخ، أنت الصوت الوحيد الذى يقبل الموسيقى فى القرآن، قال له: يا سيدى لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.
وقد اعتمدت مدرسة «المنشاوية» التى ينتمى إليها الشيخ محمد ووالده وأخوه على مذهب «النهاوند»، وكان الشيخ عاشقاً صوت أم كلثوم، ويقول إن فى صوتها قوة رقيقة ونغماً موسيقياً، كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشنى وبخاصة أداؤه الرفيع فى الابتهالات والتواشيح الدينية. زار العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظى بتكريم بعضها، حيث منحته سوريا وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام 1956م، كما منحته إندونيسيا وساما رفيعاً فى منتصف الخمسينيات، وزار باكستان، والأردن، وليبيا، والجزائر، والكويت، والعراق، والسعودية وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلاً بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم وتلاوته، تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهى تؤدى مناسك الحج قبل وفاته بعام. وفى عام 1966 أصيب بمرض دوالى المرىء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى - رحمة الله عليه- فى يوم الجمعة 20 يونيو 1969م.
نعاه الشيخ الشعراوى، وقال عنه: «إنه يركب مركباً ويبحر فى بحر القرآن الكريم ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث اللهـ سبحانه وتعالىـ الأرض ومن عليها».
محمد صديق المنشاوى ولد فى قرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج عام 1920، وأتم حفظ القرآن فى الثامنة من عمره، فاصطحبه عمه الشيخ أحمد السيد معه إلى القاهرة ليتعلم القراءات وعلوم القرآن، ونزل فى ضيافته، وعند بلوغه الثانية عشرة درس علم القراءات على يد الشيخ محمد مسعود وأتقنه، ليصبح محمد الصغير شبيها لوالده الشيخ الكبير صديق المنشاوى الذى ورث حلاوة الصوت والتفرد فى طريقة التلاوة وأحكام القراءة عنه.
المقرئون يتنافسون للاختبار فى الإذاعة، بينما يرفض الشيخ محمد أن يختبره أحد، ترسل له الإذاعة أكثر من إخطار ليوافيها، ليتم اعتماده رسمياً، يواصل الرفض، فترسل له وحدة تسجيل لتسجل له كى يعرض التسجيل على اللجنة، فى سابقة لم ولن تحدث فى تاريخ الإذاعة، ولكن اللجنة ترفض التسجيل وبعد عناء يوافق الشيخ على الاختبار.
اعتاد دائماً المواجهة بروح مقاتل قلما تتواجد مع هذا الحس المرهف فى القراءة، لذلك عندما أشاع البعض ضعف صوته، أصر بعد تعطل الميكروفون فى إحدى السرادقات على أن يقرأ بين الناس ماشياً على قدميه تاركاً دكة القراءة والناس تتجاوب معه حتى بهر الناس بقوة صوته.
وعندما عرض عليه أحد الموسيقيين الكبار فى فترة الستينيات أن يلحن له القرآن قائلاً له: يا شيخ، أنت الصوت الوحيد الذى يقبل الموسيقى فى القرآن، قال له: يا سيدى لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى فخجل الرجل من نفسه.
وقد اعتمدت مدرسة «المنشاوية» التى ينتمى إليها الشيخ محمد ووالده وأخوه على مذهب «النهاوند»، وكان الشيخ عاشقاً صوت أم كلثوم، ويقول إن فى صوتها قوة رقيقة ونغماً موسيقياً، كذلك كان يعشق صوت الشيخ طه الفشنى وبخاصة أداؤه الرفيع فى الابتهالات والتواشيح الدينية. زار العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظى بتكريم بعضها، حيث منحته سوريا وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام 1956م، كما منحته إندونيسيا وساما رفيعاً فى منتصف الخمسينيات، وزار باكستان، والأردن، وليبيا، والجزائر، والكويت، والعراق، والسعودية وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلاً بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم وتلاوته، تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهى تؤدى مناسك الحج قبل وفاته بعام. وفى عام 1966 أصيب بمرض دوالى المرىء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى - رحمة الله عليه- فى يوم الجمعة 20 يونيو 1969م.
نعاه الشيخ الشعراوى، وقال عنه: «إنه يركب مركباً ويبحر فى بحر القرآن الكريم ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث اللهـ سبحانه وتعالىـ الأرض ومن عليها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق