30‏/11‏/2013

أرشيفي الصحفي .. مصطفى حجازي.. «دوريان جراي» الهائم عشقًا بصورته

تعد قصة دوريان جراي، أسطورة من الأساطير التي كتبها الروائي أوسكار وايلد، والتي تناول فيها حكاية اللورد هنري وتون الذي دخل على صديقه الرسام باسيل هولورد فرآه مندمجا في رسم بورتريه لشخص رائع الجمال وشاب وسيم اسمه دوريان جراي.

كان «باسيل» قد تعرف عليه مؤخرا وأعجب به لروعة شخصيته وجاذبيتها ودماثة أخلاقه، فلا يمر يوم دون أن يراه ويتحدث معه، ويقول عنه: «في وجهه شيء يجعلك تثق به».

ويتعرف الاثنان بدوريان جراي الذي «يهيم عشقا بصورته»، على الرغم من أن الصورة تتغير رويدا رويداً مع الوقت وتظهر على ملامحها القسوة وملامح الزمن وكأنها رمز لفساد روحه كلما زادت أخطاؤه، حتى يطعن الصورة يوما بخنجر فيموت على أثرها.

يشبه هذا كثيرا الدكتور مصطفى حجازي الخبير الدولي في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية، وصاحب دعوة إحياء التيار الرئيسي المصري، الذي كان أول من أصّل لمعنى «أنسنة الإدارة» في الثقافة المؤسسية للشركات في منطقة الشرق الأوسط، والذي تم تعيينه مستشارا للشؤون الإستراتيجية للرئيس المؤقت عدلى منصور في أعقاب عزل محمد مرسي عن رئاسة مصر.

ولد مصطفى حجازي في القاهرة ودرس فيها حتى سافر إلى الولايات المتحدة  للحصول على دكتوراةه الفلسفة في الهندسة والإدارة الاستراتيجية للأزمات من جامعة جنوب كاليفورنيا، وعمل أستاذًا للإدارة والفكر الاستراتيجي والتطور المؤسسى في جامعة جنوب كاليفورنيا، ثم صار خلال العقد الأول من الألفية الجديدة أحد أهم منظري التنمية البشرية في مصر.

وما بين ثورة وضحاها، ومقعد في السلطة للمرة الأولى كمستشار لرئيس مؤقت، يتحول خبير التنمية البشرية عن وجهته، وبعد عرض ساحر من خلال مؤتمر صحفي رطن فيه «حجازي» باللغة الإنجليزية بطلاقة، ولقاء تليفزيوني مع الإعلامي محمود سعد، يتحول إلى «أيقونة ذكورية» تتحدث عنها نساء مصر بوله وإعجاب، ليصل الأمر بالبعض إلى ترشيحه ليجلس على مقعد الرئاسة في مصر عند أول انتخابات.

«دوريان جراي» المصري، في أول تصادم حقيقي بين الثورة والسلطة التي صار يمثلها، يرد في غضب أن المظاهرات التي جاءت به ومن معه إلى تلك السلطة تهدف إلى هدم الدولة، التي يمثلها أيضًا، لكنه لا يلحظ هذه المرة كـ«صاحب الأسطورة»، التغير الواضح في صورته، منذ برر فض اعتصام «رابعة العدوية» أمام المجتمع الدولي والمحلي، وحان الوقت ليبرر «اعتقال المتظاهرين» وحفاظا على الدولة، وأن ذلك يتماهى مع صورة رواية أوسكار وايلد بملامح لم تعد تشي بالثقة في غياب أي «أنسنة» للإدارة.

ليست هناك تعليقات: