09‏/01‏/2014

أرشيفي السينمائي ..سعاد حسني وأحمد زكي.. مابين الحب والصداقة

كان عبدالحليم عاشقا لسعاد حسني، لكن قصة الحب لم تكتمل، عاصر ها صلاح جاهين يوما يوم من خلال صداقته لحليم وابوته الروحية لسعاد، وبعدها بمايزيد عن 15 عاما كان أحمد زكي عاشقا لسعاد حسني وكان صلاح جاهين حاضرا.
رجلان يحمل كلا منها حزنا عجيبا في عينيه، وامرأة حملت نصف بهجة الدنيا وحدها، وصديق أدرك من الحكمة ما يصيب البشري بالاكتئاب.
بداية اللقاء في فيلم ا"لكرنك"، حين كان أحمد زكي مرشحا للعب دور البطولة أمام سعاد حسني، وجد الفتي الأسمر الدنيا تبتسم له للمرة الأولى، بطلا وأمام سندريلا الشاشة العربية، وما بين ليلة وضحاها، تدير الدنيا ظهرها لزكي ويستبعده المنتج رافضا هيئته، مؤكدا أنه لا يصلح كحبيب للسندريلا، التقطت عينا السندريلا نظرة الحزن في عين بطل فيلمها المستبعد، وربما لمست في قلبها نفس ذلك المكان الذي لمسته يوما نظرة العندليب الأسمر.
وتكرر اللقاء مرة اخرى بعد ثلاث سنوات عام 1978  في  فيلم "شفيقة ومتولي"، اصرت سعاد على أداء زي للدور، وقبل زكي كل الانكماش  في دوره إلي أقصي درجة وأن تصبح "سعاد حسني" هي البطلة الوحيدة فيه، فلم تشاهد "متولي" كما تذكره كل الحكايات الشعبية بطلا للحكاية ، بل مجرد دور مساعد، أيقنت سعاد حسني حينها أصالة نظرة الحزن في عيون الفتى الأسمر.
وبعد ثلاث سنوات أخرى كان اللقاء في "موعد على العشاء"، كان زكي يكسر كل "تابوهات" ادوار البطولة في السينما العربية، وكانت سعاد تؤدي مع محمد خان أحد أدوارها الخالدة، خان الذي قال عنه زكي أن علاقته به علاقة أخوية لأن ما يربطه بمحمد خان حبل سري واحد، نجح الفيلم، بقي ما في العيون تحسه فقط القلوب، النجم الأسمر وضعها موضع النجم الساطع البعيد الذي نحبه دون أن نمسه، والسندريلا وضعته موضع "ريحة الحبايب" الذي يبقى الوجود بجانبه راحة.
وبعد أربع سنوات كان اللقاء الجديد بين نجمين صارا على قدر المساواة، ليؤديا مسلسل "هو وهي"، يتعرضان من خلاله لكل المتاح من أشكال قصص الحب العاطفية، والزواج والطلاق، يكتشف كلا منهما ذلك الحزن المخبوء في روح الأخر، يدرك زكي أن تلك البهجة التي تحملها طلة سعاد حسني ماهي إلا غطاء لمخزون رهيب من الحزن والألم، وتدرك سعاد أن ذلك الحزن المزوي في اركان عيون أحمد زكي ماهو إلا المحرك الرئيسي لموهبته وحياته، كان زكي قد تزوج هالة فؤاد عام 83، وبدأت المشاكل تدب بينهما وصارا على حافة الطلاق.
وعند أقدام صلاح جاهين يدور الحكي والبوح وتتخفف الروح من الأحزان، وتعرف العيون بعض الابتسامات المهاجرة، التي تبقى قليلا ثم ترحل للأبد، انتهى زواج زكي بالطلاق وقال عن أم ولده الوحيد «هو العلاقة الصادقة والجميلة الوحيدة في حياتي»، مرددا رباعية صديقه جاهين:
مهبوش بخربوش الألم وضياع قلبي
ومنزوع من الضلوع انتزاع
يا مرايتي ياللي بترسمي ضحكتي
 يا هل ترى ده وشي ولا قناع
أدرك الفتي الأسمر والسندريلا أن ما بينهما خلق ليبقى، وأن مشاعرهما الدافئة تليق بصداقة تمتد إلى نهاية العمر، لا بانفصال يقضي عليها.
وفي عام 1991 كان لقاء السندريلا الأخير بالفتى الأسمر أمام الكاميرات في فيلم "الراعي والنساء"، لم يحققا النجاح ذاته لأسباب عديدة قد يكون من ضمنها أن ما في العيون صار بعيداً عن القلوب، لكن عندما رحلت سعاد حسني قال أحمد زكي :"لم أحتمل نبأ وفاة سعاد حسني، إنه صاعقة أصابت روحه".
ومن مفارقات القدر الساخرة أن يؤدي أحمد زكي دور العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ في أخر ايام حياته، ليرحل العاشق الثاني بعد أن أوصل رسالة العاشق الأول أن السندريلا كانت محلها "القلب".

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

راائعه