ربما
استطاع مسلسل "الجذور" الشهير مصرياً بـ"كونتا كنتي" أن أن ينشر الوعي
بمدى بمعاناة المستعبدين، الذين كانوا ضحايا الرجل الأبيض في القارة
الجديدة، وكذلك حاولت السينما الأمريكية تصوير حياة العبودية منذ بداياتها
حيث قدمت فيلم "ميلاد أمة" الذي عرض عام 1915 ، وهو من أوائل الأفلام التي
صورت حياة العبودية، ولكن بصورة عنصرية اعتبرت العبيد مجرد مجموعة من
المتخلفين، ثم جاء الفيلم الأشهر "ذهب مع الريح" ليصور العبيد بصورة اقل
سلبية ولكنها عنصرية أيضاً تعتبرهم طبقات أدنى، لكن مع التطور الزمني
والفني، وتخلص المجتمع الهوليوودي من نعرته العنصرية تطور تقديم هذه الصورة
بوجود نجوم في حجم سيدني بواتييه، حتى وصلت إلى سبيلبرج حين قدم فيلمه "
أميستاد" كتجربة صادقة وثرية عن تاريخ العبودية في أمريكا، لكن عندما يقرر
كوينتن تارانتينو تقديم فيلم عن العبودية، عليك أن تنسى جميع ما سبق لأنك
ستشاهد وجهة نظر مختلفة تماماً.
*****
كما عودنا تارانتينو دائما قدم فيلم Django Unchained، جانجو غير المقيد بطريقته المعتادة بداية من العنف وطريقة التصوير والحوارات، وسير الأحداث المبعثر للفيلم، فهذا المخرج العبقري الذي قال أنه يصنع الشخصية ثم يصنع الفيلم والحوار والخاتمة، قد صنع شخصية جانجو ذلك الافريقي الموهوب الذي يرغب في التحرر واستعادة زوجته، بكل ما يحمله من غضب تجاه الرجل الأبيض، وبكل ما أصبغته سينما الويسترن على راعي البقر الأبيض عبر عقود طويلة من مواهب، في مفارقة لا يصنعها سوى تارانتينو، ثم فيما يبدو صنع شخصية صائد الجوائز الأمريكي الألماني ليقدمها كريستوفر والتز تحديداً، وأخيرا صنع "الفيلين" العبقري الثري كالفين كاندي ليعيد تقديم ليوناردو دي كابريو بطريقة تارانتينوية - صعبة النطق - .
كعادته يركز تارانتينو بشكل كبير على الحوارات بين الشخصيات، حيث شكّل وخلق وصنع ملامح كل شخصية بجمل مرتبطة بهم، موفراً كل الملابسات لبناء علاقة وطيدة بين الأفريقي والألماني ثم صراعهما مع الشخصية الكريهة في نهاية الفيلم لتحرير زوجة العبد المحرر.
وهنا يمارس صانع الفيلم هوايته في تقديم الفيلم على صورة رواية مقسمة إلى أربعة أجزاء، في الجزء الأول يلتقي صائد الجوائز بالعبد ويحرره نظير عملية صيد، ثم يقرر العمل معه في الجزء الثاني، قبل أن ينتقلا لتحرير الزوجة في الجزء الثالث والذي يموت في نهايته صائد الجوائز، لينتقم العبد المحرر في الجزء الرابع ويمارس كل طقوس الويسترن الأمريكية من سرعة إطلاق النار والنفخ في مقدمة المسدس، وحتى تفجير تارنتينو نفسه بطلقة رصاص خلال مشهد قدمه في الفيلم.
******
ينتمي الفيلم لنوعية افلام "الويسترن سباجيتي"، تلك النوعية التي قدمها الإيطاليون منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات منه، ومثّل منها فيلم "جانجو" الذي أخرجه سيرجيو كوربوتشي من بطولة فرانكو نيرو، الذي جيء به عن قصد لكي يؤدي أحد الأدوار الثانوية في جانجو الحر فيلم تارنتينو الجديد.
وهو ما أعترف به المخرج نفسه حيث قال "عندما بدأت أكتب النص كنت أفكر ما الذي سيدفع الشخصيات لإعطاء أقصى ما تملك؟ ظننت بأن أفضل طريقة لمعادلة طريقة كوربيتشي الوحشية في أفلامه هي بالكتابة عن الجنوب ما قبل الحرب".
وهكذا يفكر تارنتينو دائماً، دفع شخصياته التي يخلقها لإعطاء أقصى ما تملك، فتغضب للغاية، تدمر جدا، تحب جدا، تموت بضمير، فالمخرج الذي لم يقم بدراسة الاخراج السينمائي أو حتى أساليب الكتابة، يقود ثورته الخاصة في تقديم ايقونات حية للسينما طوال الطريق، وهو ما قدمه هذه المرة خلال شخصية العبد المحرر جانجو التي قدمها جيمي فوكس باقتدار.
******
في النهاية الكتابة عن فيلم من إخراج وتأليف تارانتينو يظلم كل من أبدعوا معه لتقديم هذا الفيلم، لهذا يجب أن اشير في النهاية إلى الأداء المدهش لكل أبطال الفيلم، في مسار مختلف تماماً عن كل ما قدموه من قبل - الفضل يرجع أيضا للمخرج -، وأنصحك عزيزي القارئ بمشاهدته على ثقة أنك ستبتسم وتتعاطف وتندهش بشرط المشاهدة على مقعد متين يتحمل القفز فوقه تأثراً بأحداث الفيلم.
*****
كما عودنا تارانتينو دائما قدم فيلم Django Unchained، جانجو غير المقيد بطريقته المعتادة بداية من العنف وطريقة التصوير والحوارات، وسير الأحداث المبعثر للفيلم، فهذا المخرج العبقري الذي قال أنه يصنع الشخصية ثم يصنع الفيلم والحوار والخاتمة، قد صنع شخصية جانجو ذلك الافريقي الموهوب الذي يرغب في التحرر واستعادة زوجته، بكل ما يحمله من غضب تجاه الرجل الأبيض، وبكل ما أصبغته سينما الويسترن على راعي البقر الأبيض عبر عقود طويلة من مواهب، في مفارقة لا يصنعها سوى تارانتينو، ثم فيما يبدو صنع شخصية صائد الجوائز الأمريكي الألماني ليقدمها كريستوفر والتز تحديداً، وأخيرا صنع "الفيلين" العبقري الثري كالفين كاندي ليعيد تقديم ليوناردو دي كابريو بطريقة تارانتينوية - صعبة النطق - .
كعادته يركز تارانتينو بشكل كبير على الحوارات بين الشخصيات، حيث شكّل وخلق وصنع ملامح كل شخصية بجمل مرتبطة بهم، موفراً كل الملابسات لبناء علاقة وطيدة بين الأفريقي والألماني ثم صراعهما مع الشخصية الكريهة في نهاية الفيلم لتحرير زوجة العبد المحرر.
وهنا يمارس صانع الفيلم هوايته في تقديم الفيلم على صورة رواية مقسمة إلى أربعة أجزاء، في الجزء الأول يلتقي صائد الجوائز بالعبد ويحرره نظير عملية صيد، ثم يقرر العمل معه في الجزء الثاني، قبل أن ينتقلا لتحرير الزوجة في الجزء الثالث والذي يموت في نهايته صائد الجوائز، لينتقم العبد المحرر في الجزء الرابع ويمارس كل طقوس الويسترن الأمريكية من سرعة إطلاق النار والنفخ في مقدمة المسدس، وحتى تفجير تارنتينو نفسه بطلقة رصاص خلال مشهد قدمه في الفيلم.
******
ينتمي الفيلم لنوعية افلام "الويسترن سباجيتي"، تلك النوعية التي قدمها الإيطاليون منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات منه، ومثّل منها فيلم "جانجو" الذي أخرجه سيرجيو كوربوتشي من بطولة فرانكو نيرو، الذي جيء به عن قصد لكي يؤدي أحد الأدوار الثانوية في جانجو الحر فيلم تارنتينو الجديد.
وهو ما أعترف به المخرج نفسه حيث قال "عندما بدأت أكتب النص كنت أفكر ما الذي سيدفع الشخصيات لإعطاء أقصى ما تملك؟ ظننت بأن أفضل طريقة لمعادلة طريقة كوربيتشي الوحشية في أفلامه هي بالكتابة عن الجنوب ما قبل الحرب".
وهكذا يفكر تارنتينو دائماً، دفع شخصياته التي يخلقها لإعطاء أقصى ما تملك، فتغضب للغاية، تدمر جدا، تحب جدا، تموت بضمير، فالمخرج الذي لم يقم بدراسة الاخراج السينمائي أو حتى أساليب الكتابة، يقود ثورته الخاصة في تقديم ايقونات حية للسينما طوال الطريق، وهو ما قدمه هذه المرة خلال شخصية العبد المحرر جانجو التي قدمها جيمي فوكس باقتدار.
******
في النهاية الكتابة عن فيلم من إخراج وتأليف تارانتينو يظلم كل من أبدعوا معه لتقديم هذا الفيلم، لهذا يجب أن اشير في النهاية إلى الأداء المدهش لكل أبطال الفيلم، في مسار مختلف تماماً عن كل ما قدموه من قبل - الفضل يرجع أيضا للمخرج -، وأنصحك عزيزي القارئ بمشاهدته على ثقة أنك ستبتسم وتتعاطف وتندهش بشرط المشاهدة على مقعد متين يتحمل القفز فوقه تأثراً بأحداث الفيلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق