- أباء الجميع يموتون....
- ليس أبي
الأب مريض بسرطان الدم، وعلى وشك الموت، يرغب في أن يتولى غيره حياة أفضل لابنته على أرضه وهي ترفض أن تتركه وحيدا....الابنة عمرها 5 سنوات.
عاصفة ضارية تهاجم الأكواخ الخشبية التي يسكنها أهل (حوض الاستحمام) ، الصغيرة تخاف، فيخرج الاب ليطلق الرصاص على السحب، ليثبت لابنته أن الإنسان أكثر قوة حتى من الطبيعة.
الكل مجتمعون يحتفلون بصيد جديد من أسراب الكابوريا، يطالب الأب صغيرته أن تكسر الكابوريا بيدها العارية، تكسرها وتصرخ مستنفرة عضلاتها، الكل يرقص في سعادة وعيون الأب لامعة في فخر.
تخوض الصغيرة بصحبة رفيقاتها غمار البحر، لينقلهم قارب إلى سفينة، تقابل فيها من تشبه والدتها، تحلم بالبقاء ترفض المرأة في ظل المدنية الحديثة تحمل مسئوليتها، تعود الإبنة لوالدها بعد أن تكسر حاجز الخوف وتواجه حيوانات مخاوفها الوحشية التي تطيعها وتنسحب، ليموت الأب فخوراً.
هذا ليس فيلماً تقليدياً، بل هو واقع شديد السحرية والجمال، يستعرض فيه المخرج بين زيلتين الحياة في لويزيانا بايو التي أوشكت على أن تكون مغمورة تحت الماء بالكامل بسبب ذوبان القمم الجليدية والسد المقلم بمعرفة الحكومة، حيث يعتبر الفيلم هؤلاء البشر المتمسكين بديارهم وعاداتهم وتقاليدهم البدائية التي لم تلوثها الحضارة المدنية مثل تلك الوحوش البرية التي انقرضت منذ ألاف السنين، حيث تعاملهم الحكومة بنفس الطريقة وتحاول تهجيرهم وتسكينهم في معسكرات يرفضونها ويهربون.
الخط الدرامي في الفيلم جديد للغاية لا يعتمد على السرد التقليدي، بل أسرف المخرج أيضاً في اللقطات المتحركة والغائمة غير الواضحة ليزيد ارتباك المتفرج أمام بكارة الحياة التي تنتهكها المدينة.
نجح المخرج في صناعة فيلم عظيم بميزانية لم تتجاوز 2 مليون دولار، فقط لأنه لم يصنع سينما بل دون الحياة على الشاشة.
الافلام التي تجبرك على تشغيل عقلك، والبحث داخل كل مشاهدها عن جديد يشكل وعيك بالفيلم ككل، قليلة، كذلك تماماً تلك الأفلام التي تصلح لأكثر من نوع من التلقي، تستطيع أن تخرج من الفيلم بغير ما خرج به جارك على المقعد المجاور، ستتفقان فقط ان الفيلم مدهش، وأن الطفلة ( Quvenzhané Wallis ) ذات السنوات الخمس ممثلة موهوبة للغاية، لذلك لن تندهش من ترشيحها لأوسكار أحسن ممثلة لأنها تستحق.
الفيلم ككل عبارة عن مجموعة من المشاعر والخيالات التي تعبر عن براءة الإنسانية وعدوان المدنية عليها، الذي يؤدي إلى خروج الإنسان من الجنة من اجل لاشيء، كذلك تلك العلاقة الحميمة شديدة الدفء بين الأب وابنته، التي يتمناها ملكة متوجة على المدينة الغارقة، ويحلم بأن تعمر لـ100 عام، بينما تغضب منه هي أحيانا وتكرهه، لكنها تهرع لإحضار دوائه بمجرد انحسار الماء.
فيلم ( Beasts Of The Southern Wild ) ثورة في عالم السينما العالمية، تكسر العديد من القواعد، وكأننا نشاهد واقعاً حقيقياً في برامج الواقع، بأداء يرقى للحقيقة دون بريق التمثيل، فيلم يجعلنا نحتفظ بالأمل أن (السينما مستمرة)، لن تهزمها سطوة رأس المال، ولا فقر الخيال.
- ليس أبي
الأب مريض بسرطان الدم، وعلى وشك الموت، يرغب في أن يتولى غيره حياة أفضل لابنته على أرضه وهي ترفض أن تتركه وحيدا....الابنة عمرها 5 سنوات.
عاصفة ضارية تهاجم الأكواخ الخشبية التي يسكنها أهل (حوض الاستحمام) ، الصغيرة تخاف، فيخرج الاب ليطلق الرصاص على السحب، ليثبت لابنته أن الإنسان أكثر قوة حتى من الطبيعة.
الكل مجتمعون يحتفلون بصيد جديد من أسراب الكابوريا، يطالب الأب صغيرته أن تكسر الكابوريا بيدها العارية، تكسرها وتصرخ مستنفرة عضلاتها، الكل يرقص في سعادة وعيون الأب لامعة في فخر.
تخوض الصغيرة بصحبة رفيقاتها غمار البحر، لينقلهم قارب إلى سفينة، تقابل فيها من تشبه والدتها، تحلم بالبقاء ترفض المرأة في ظل المدنية الحديثة تحمل مسئوليتها، تعود الإبنة لوالدها بعد أن تكسر حاجز الخوف وتواجه حيوانات مخاوفها الوحشية التي تطيعها وتنسحب، ليموت الأب فخوراً.
هذا ليس فيلماً تقليدياً، بل هو واقع شديد السحرية والجمال، يستعرض فيه المخرج بين زيلتين الحياة في لويزيانا بايو التي أوشكت على أن تكون مغمورة تحت الماء بالكامل بسبب ذوبان القمم الجليدية والسد المقلم بمعرفة الحكومة، حيث يعتبر الفيلم هؤلاء البشر المتمسكين بديارهم وعاداتهم وتقاليدهم البدائية التي لم تلوثها الحضارة المدنية مثل تلك الوحوش البرية التي انقرضت منذ ألاف السنين، حيث تعاملهم الحكومة بنفس الطريقة وتحاول تهجيرهم وتسكينهم في معسكرات يرفضونها ويهربون.
الخط الدرامي في الفيلم جديد للغاية لا يعتمد على السرد التقليدي، بل أسرف المخرج أيضاً في اللقطات المتحركة والغائمة غير الواضحة ليزيد ارتباك المتفرج أمام بكارة الحياة التي تنتهكها المدينة.
نجح المخرج في صناعة فيلم عظيم بميزانية لم تتجاوز 2 مليون دولار، فقط لأنه لم يصنع سينما بل دون الحياة على الشاشة.
الافلام التي تجبرك على تشغيل عقلك، والبحث داخل كل مشاهدها عن جديد يشكل وعيك بالفيلم ككل، قليلة، كذلك تماماً تلك الأفلام التي تصلح لأكثر من نوع من التلقي، تستطيع أن تخرج من الفيلم بغير ما خرج به جارك على المقعد المجاور، ستتفقان فقط ان الفيلم مدهش، وأن الطفلة ( Quvenzhané Wallis ) ذات السنوات الخمس ممثلة موهوبة للغاية، لذلك لن تندهش من ترشيحها لأوسكار أحسن ممثلة لأنها تستحق.
الفيلم ككل عبارة عن مجموعة من المشاعر والخيالات التي تعبر عن براءة الإنسانية وعدوان المدنية عليها، الذي يؤدي إلى خروج الإنسان من الجنة من اجل لاشيء، كذلك تلك العلاقة الحميمة شديدة الدفء بين الأب وابنته، التي يتمناها ملكة متوجة على المدينة الغارقة، ويحلم بأن تعمر لـ100 عام، بينما تغضب منه هي أحيانا وتكرهه، لكنها تهرع لإحضار دوائه بمجرد انحسار الماء.
فيلم ( Beasts Of The Southern Wild ) ثورة في عالم السينما العالمية، تكسر العديد من القواعد، وكأننا نشاهد واقعاً حقيقياً في برامج الواقع، بأداء يرقى للحقيقة دون بريق التمثيل، فيلم يجعلنا نحتفظ بالأمل أن (السينما مستمرة)، لن تهزمها سطوة رأس المال، ولا فقر الخيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق