11‏/01‏/2013

لست مكتئباً

تسألينني : هل أنت مكتئب ؟....
أعترض بشدة، بل وتحتل وجهي إبتسامة مستعارة من فتيات الإعلانات السعيدات دائما أبدا
أزيل غطاء الفراش للمرة الأولى منذ 72 ساعة، يلفحني هواء الغرفة محاولاً الإيحاء بالبرودة، متأمراً معي حتى لا تعرفي أنني لم أغادر ذلك الفراش ولا تلك الغرفة التي لم يتجدد هوائها منذ 3 ايام.
تمدين يدك محاولة إزالة الغطاء الصوفي على رأسي، أتمسك به متبرماً في ود مصطنع
أعرف أنك تملكين القدرة على تحديد حالتي النفسي من نسبة اهتمامي بشعري.
تداعبين الشعيرات البيضاء في ذقني النابتة المتنافرة المتناثرة وعلى وجهك ابتسامة عنوانها "أنت تعرف أني أحب ذقنك الخفيفة"
أفكر للحظات في حلاقتها قبل أن تنسيني أسألتك هذا الخاطر الساذج.
-  لست مكتئباً ...نعم أنام طيلة النهار واصحو طيلة الليل
... مفلس لعلك لاحظتي هذا من بقايا علبة السجائر الرديئة المكورة بجوار السرير
يعلو صوتي أكثر  -  لست مكتئبا....حتى عندما اصحو أظل في فراشي....لا أعمل الأن....متوقف عن الكتابة.
....لا اقابل احدا، ولا افتح هاتفي المحمول.....العزلة صومعة اخترتها بكامل رغبتي.
يعلو صوت أغنية قديمة لعبدالوهاب لا اتذكر اسمها من ذلك المذياع الملقى على الوسادة، أبحث بجنون عن سيجارة منسية هنا أو هناك، ويكلل بحثي بالفشل، أكتفي بعض شفاهي المتقرحة، ويشغلني سؤال عابر عن تاريخ طلاء الغرفة بذلك اللون الاصفر اللعين.
أعود للفراش من جديد، أصب الكأس الأخير من زجاجة خمر مصرية الصنع، رديئة الطعم، أشربه على مرة واحدة، وأسحب الغطاء مرة أخرى، صارخاً...لست مكتئباً...أنت تعلمين تماماً أني لا أكتب وأنا مكتئب.
ولكن هل هذه كتابة.......غير مهم....فأنت غير موجودة اصلا لتقرأين.

ليست هناك تعليقات: