13‏/01‏/2013

أرشيفي السينمائي : فيلم هيتشكوك.. لعنة المخرج القدير تصيب الفيلم الذي يتناول حياته

عفواً عزيزي المخرج ساشا جيرفاسي، عفوا سيدي السير أنطوني هوبكنز، عفوا سيدتي هيلين ميرين، عذرا كل صناع الفيلم الرائع "هتشكوك" لعدم ترشيح فيلمك لأي جوائز، إنها لعنة صاحب الفيلم المخرج الكبير ألفريد هتشكوك، الذي خاصمته الجوائز، فاشتكى لطبيبه النفسي بمرار بالغ من تجاهل تكريمه المستمر، والذي مازال باقياً بعد وفاته كلعنة مقترنة باسمه.
هتشكوك ذلك المخرج الذي اتفق النقاد والسينمائيون للمرة الأولى على أنه معلم التكنيك السينمائي الأول، والذي يفعل ذلك في كل لقطة و كل مشهد، ويتحكم بكل عناصر أي فيلم من افلامه، و يمتلك أسلوبه الخاص الذي نتعرف عليه منذ المشاهد الأولى.
المخرج الذي يحتل فيلمه "فيرتجو" المركز الأول في استطلاع لآراء النقاد والخبراء السينمائيين أجرته مجلة "صوت وصورة"، التى يصدرها معهد الفيلم البريطانى، فى استفتاء تجريه المجلة مرة كل عشر سنوات، بعد أن ظل "المواطن كين" يحتلها لسنوات طويلة.
لكن فيما يبدو لم تنس أمريكا للمخرج الإنجليزي تعلمه السينما في ألمانيا حيث تعلم الأساليب التعبيرية التي ظل مخلصا لها طيلة حياته، متجاهلة كل التطوير الذي قدمه في السينما مستغلة مضمون أفلامه البوليسية.
أوسكار تواصل انتقامها من مخرج عظيم بلا سبب واحد مقنع
*****
عفواً عزيزي القارئ على تلك المقدمة الخاصة بالمخرج نفسه، والبعيدة عن الفيلم الذي يتناول مرحلة قصيرة من حياته بعد انتهائه عام 1959 من عرض فيلمه "الشمال من الشمال الغربي"، وحتى عرض فيلمه "سايكو" عام 1960، وفيه يتناول العمل طريقة هتشكوك في التحضير لأفلامه ومواجهة المنتجين والرقابة واختيار وتوجيه طاقم عمله، بالإضافة إلى علاقته الخاصة جدا بزوجته "ألما".
ويلعب الممثل القدير أنطوني هوبكنز دور المخرج الكبير باقتدار، منفذاً مقولة هتشكوك حين قال عن الممثلين "لم أقل أبدا أن كل الممثلين أغنام، بل قلت أنه يجب معاملة كل الممثلين وكأنهم أغنام"، فتعامل هوبكنز مع أبطال الفيلم بنفس الطريقة والأداء، مظهرا بوضوح الثقة العالية لهتشكوك في نفسه، ولجوئه الدائم للمزاح للخروج من المواقف الصعبة، وسيطرته التامة على كل ماحوله دون النظر إلى اي شيء سوى ذاته، تألق هوبكنز وأبدع كعادته.
أما مخرج الفيلم ساشا جيرفاسي فاستعان بعبارة هتشكوك الشهيرة "الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة"، فقدم تجربة صناعة فيلم "سايكو" محافظاً على التفاصيل الأهم، حريصاً على تقديم شخصية المخرج في مزج جيد بين الإنسان والفنان.
وقدم فيلما يشبه بورتريه مرسوم بدقة لألفريد هتشكوك ذلك المخرج العظيم، يستمتع المشاهد فيه بالتفاصيل الدقيقة في حياة المخرج عاشق الشقراوات، الغيور، المغرور، الذي ضحى بكل ما يملك من أجل تنفيذ فيلم رفضه الجميع، بل واقدم على قتل بطلة الفيلم خلال ثلثه الأول في سابقة لما تعرفها السينما العالمية من قبل، حريصاً على دعواه لكل المخرجين : "حاول دائما جعل المشاهدين يعانون قدر ما تستطيع".
******
اعتذر للمرة الأخيرة على طغيان شخصية المخرج العبقري الفريد هتشكوك على المقال النقدي المكتوب عن الفيلم الذي تناول جزء من حياته، ولما لا فالمشاهد لن ينسى ابداً أمام الشاشة افلاما مثل النافذة الخلفية والطيور وسيء السمعة.....هيتشكوك خلق ليطغى، ولتذهب كل الجوائز إلى الجحيم.

ليست هناك تعليقات: