إذا أردت أن تصنع فيلماً مملاً، إليك هذه الوصفة التي لا تخيب، صور أكثر من 90% من مشاهد الفيلم داخليا مع إضاءة قاتمة، لا تهتم بالسيناريو فقط املأ المشاهد بالحوار مع مراعاة جلوس الممثلين دون أي حركة، أجعل مدة الفيلم طويلة لأكثر من ساعتين، استغني عن كل المشاهد التي يتصاعد فيها الصراع بمشاهد أخرى تعطي المعلومة للمشاهد.. أو بدلاً من كل ما سبق، شاهد فيلم لينكولن للمخرج ستيفان سبيلبرج واصنع مثله.
ولأن ترشيحات جائزة الأوسكار باتت مرتبطة بشكل واضح بالسياسة الأمريكية، فما عليك إلا أن تقدم عملاً تاريخياً يمجد رمز أمريكي، أو عملاً يمجد غزواً أمريكياً حالياً، أو أن يكون اسمك سبيلبرج أو كاثرين بيجلو.
*****
يبدأ الفيلم بمشاهد قاتمة لمعركة في الحرب الأهلية الأمريكية، ثم ينتقل مباشرة لمحاولة الرئيس ابراهام لينكولن تمرير تعديل دستوري للمادة الثالثة عشر بمنح الحرية للأمريكان الأفارقة من خلال مجلس النواب الذي يمتلك حزبه أغلبيته بنسبة 56%، مما يجعله يبحث عن 20 صوت إضافي من الحزب الديمقراطي المعارض، وخلال تلك المفاوضات التي ينتقل بينها السيناريو الرديء من مكتب لأخر، يعجز مخرج الفيلم الكبير والشهير عن إضافة أي رونق للسياق الدرامي مكتفيا بملل القصص التي يرويها الممثل الكبير داني دي لويس، ومفاوضات مساعديه للموافقة، وحتى مشهد التصويت على القرار داخل الكونجرس والذي من المفترض أن يشهد مناقشات حامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذي يعد الذروة الدرامية للفيلم، تم القضاء عليه عبر عدة مشاهد مضافة للرئيس يلعب مع ولده، ولجنود يحسبون الأرقام على الجبهة، مع خفوت موسيقي غريب لمشهد يحتاج لـ تقطيعات أقصر وإيقاع اسرع متصاعد وليس ثابت الوتيرة كما قدمها الفيلم.
المدهش أيضاً أن يتم ترشيح دانييل دي لويس لأحسن ممثل عن فيلم لم يختلف أداءه فيه بفضل توجيه سبيلبرج عن أداء الممثلين الراحلين إبراهيم الشامي، أو عبدالحفيظ التطاوي نهائياً وربما كان صوت الشامي أكثر تأثيراً، أما عن هزلية ترشيح توم لي جونز عن نفس الفيلم كأحسن ممثل دور ثاني، فيبدو أن الجائزة يتم الترشح لها عن أفضل "تكشيرة"، حيث قدم الممثل الكبير دوراً ضعيفاً للغابة مقارنة بما قدمه من قبل.
إيقاع الفيلم الكارثي، وأداء الممثلين الهابط يتحملهما مخرج العمل ستيفان سبيلبرج، ويتحمل ترشيحهما هذا الهوس الأمريكي برموز الدولة، وكأنهم يسعون إلى منح الجائزة إلى إبراهام لينكولن شخصياً.
*******
يذكر التاريخ أن ابراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861 إلى 1865، شخصية عظيمة حررت العبيد وتم اغتيالها في العام الأول لفترة حكمها الثانية، لكن يذكر الفيلم أن صانعيه رفضوا حتى تعاطف المتفرجين بعرض مشهد الاغتيال، واكتفوا بصارخ على مسرح هزلي يشير إلى أن الرئيس قد تعرض لإطلاق النار، حفاظاً على الغرور الأمريكي والعنجهية التي لا يصح معها عرض مشهد اغتيال رمز تاريخي.
فربما يدخل لينكولن التاريخ أيضاً كأحد أسوأ الأفلام التي تم ترشيحها للأوسكار عبر تاريخ تلك المسابقة المحلية الأمريكية، الحريصة على تأكيد محليتها المفرطة كل عام بعد عام.
عفواً عزيزي القارئ تحدثت كثيرا عن الترشيحات، ولكن أن تستعد لمشاهدة فيلم تم ترشيحه لأثنى عشر جائزة، وتفكر أكثر من 6 مرات في عدم إكماله، ولا تنهيه إلا بدافع ضميرك المهني للكتابة عنه، فأنت أمام تحدي شخصي حتى لا يتطور نقدك إلى سباب.
ولأن ترشيحات جائزة الأوسكار باتت مرتبطة بشكل واضح بالسياسة الأمريكية، فما عليك إلا أن تقدم عملاً تاريخياً يمجد رمز أمريكي، أو عملاً يمجد غزواً أمريكياً حالياً، أو أن يكون اسمك سبيلبرج أو كاثرين بيجلو.
*****
يبدأ الفيلم بمشاهد قاتمة لمعركة في الحرب الأهلية الأمريكية، ثم ينتقل مباشرة لمحاولة الرئيس ابراهام لينكولن تمرير تعديل دستوري للمادة الثالثة عشر بمنح الحرية للأمريكان الأفارقة من خلال مجلس النواب الذي يمتلك حزبه أغلبيته بنسبة 56%، مما يجعله يبحث عن 20 صوت إضافي من الحزب الديمقراطي المعارض، وخلال تلك المفاوضات التي ينتقل بينها السيناريو الرديء من مكتب لأخر، يعجز مخرج الفيلم الكبير والشهير عن إضافة أي رونق للسياق الدرامي مكتفيا بملل القصص التي يرويها الممثل الكبير داني دي لويس، ومفاوضات مساعديه للموافقة، وحتى مشهد التصويت على القرار داخل الكونجرس والذي من المفترض أن يشهد مناقشات حامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذي يعد الذروة الدرامية للفيلم، تم القضاء عليه عبر عدة مشاهد مضافة للرئيس يلعب مع ولده، ولجنود يحسبون الأرقام على الجبهة، مع خفوت موسيقي غريب لمشهد يحتاج لـ تقطيعات أقصر وإيقاع اسرع متصاعد وليس ثابت الوتيرة كما قدمها الفيلم.
المدهش أيضاً أن يتم ترشيح دانييل دي لويس لأحسن ممثل عن فيلم لم يختلف أداءه فيه بفضل توجيه سبيلبرج عن أداء الممثلين الراحلين إبراهيم الشامي، أو عبدالحفيظ التطاوي نهائياً وربما كان صوت الشامي أكثر تأثيراً، أما عن هزلية ترشيح توم لي جونز عن نفس الفيلم كأحسن ممثل دور ثاني، فيبدو أن الجائزة يتم الترشح لها عن أفضل "تكشيرة"، حيث قدم الممثل الكبير دوراً ضعيفاً للغابة مقارنة بما قدمه من قبل.
إيقاع الفيلم الكارثي، وأداء الممثلين الهابط يتحملهما مخرج العمل ستيفان سبيلبرج، ويتحمل ترشيحهما هذا الهوس الأمريكي برموز الدولة، وكأنهم يسعون إلى منح الجائزة إلى إبراهام لينكولن شخصياً.
*******
يذكر التاريخ أن ابراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861 إلى 1865، شخصية عظيمة حررت العبيد وتم اغتيالها في العام الأول لفترة حكمها الثانية، لكن يذكر الفيلم أن صانعيه رفضوا حتى تعاطف المتفرجين بعرض مشهد الاغتيال، واكتفوا بصارخ على مسرح هزلي يشير إلى أن الرئيس قد تعرض لإطلاق النار، حفاظاً على الغرور الأمريكي والعنجهية التي لا يصح معها عرض مشهد اغتيال رمز تاريخي.
فربما يدخل لينكولن التاريخ أيضاً كأحد أسوأ الأفلام التي تم ترشيحها للأوسكار عبر تاريخ تلك المسابقة المحلية الأمريكية، الحريصة على تأكيد محليتها المفرطة كل عام بعد عام.
عفواً عزيزي القارئ تحدثت كثيرا عن الترشيحات، ولكن أن تستعد لمشاهدة فيلم تم ترشيحه لأثنى عشر جائزة، وتفكر أكثر من 6 مرات في عدم إكماله، ولا تنهيه إلا بدافع ضميرك المهني للكتابة عنه، فأنت أمام تحدي شخصي حتى لا يتطور نقدك إلى سباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق