عندما تريد ان تصنع فيلما عن الإرهاب، فعليك أن تعطيني مساحة لأتعاطف مع من يتعرضون له، اعطني حياة شخصية وأعماق للشخصيات، لا تضعني أما شخصيات مسطحة لا أستطيع التعاطف معها إنسانياً، خاصة وأغلبهم يعمل في وكالة تقوم بتعذيب البشر لمجرد الشك، هذا ما فعلته كاثرين بيجلو تماماً في فيلمها Zero Dark Thirty.
بالإضافة إلى أن الأفلام التي تقوم قصتها على أحداث مخابراتية حقيقية تعتمد حبكتها على عمل تلك الأجهزة، لامجرد وصول المعلومات في النهاية على المكاتب للمختصين -ويبدو أنها انتبهت لهذا في الجزء الأخير من الفيلم -، لكن يبدو أن المخرجة المغرمة بالقوة الأمريكية، والتي قدمتها من قبل في صورة المحتل الطيب في فيلم "خزانة الألم" والتي حصلت به على جائزة الأوسكار أمام منافسها الأفضل "أفاتار"، عادت لتخرج فيلما عن جهاز المخابرات الأمريكي الذي يرغب في الثأر لـ3000 من ضحايا أحداث 11 سبتمبر، معتمدة على بعض الأحداث الإرهابية التي تمت خلال 10 سنوات قبل إغتيال بن لادن، لم يمت فيها 10% من من قتلتهم أمريكا من الأبرياء في حربيها على أفغانستان والعراق، ففشلت مرة ثانية في اجتذاب تعاطف المشاهدين.
وعذرا للتعليق سياسياً على فيلم سينمائي، وهو تعليق وجدتني مضطراً له، لأن المخرجة الهوليوودية أظهرت كراهية الشارع الإسلامي عامة والباكستاني خاصة لكل ماهو أمريكي دون أن تقدم مبرراً لهذا حتى يتخيل المشاهد الأمريكي ما تريد توجيهه فقط إليه.
*****
اعتمدت بيجلو كعادتها على ممثلين متوسطي المستوى، أعمالهم السابقى ومستواهم الفني متواضع للغاية، واستخدمت نفس التكنيك الإخراجي لفيلم "خزانة الألم"، لتشعر وكأنك تشاهد جزء ثانياً لنفس الفيلم، كما اعتمدت على فواصل سوداء معنونة لتقسيم الفيلم إلى ما يشبه فصول الروايات، لتحوله تدريجا لفيلم تسجيلي يوثق ويمجد عمل المخابرات.
لكن يبدو أن المخرجة لم تدرك أن صناعة فيلم تمتد مرحلته الزمنية إلى 10 سنوات يحتاج إلى بعض التغيير في زي وشكل الشخصيات الرئيسية على الاقل، لنرى أبطالها بنفس الهيئة والزي ، ثم قدمت مشهداً مبتذلا للغاية لمسئول مسلم في المخابرات المريكية يؤدي صلاته، فقط كان يحتاج إلى الراحل فريد شوقي حتى يخبره قائلاً "لاااا عملتها قبلك"، بالغضافة إلى صوت الاذان الذي لا ينقطع في باكستان وكأن الصلوات المفروضة على المسلمين هناك 48 صلاة بمعدل صلاة كل نصف ساعة، أما عن الحديث باللغة العربية في كل باكستان فحدث ولا حرج.
******
لقد نجحت كاثرين بيجلو في أصعب الإختيارات المتاحة لديها لصناعة فيلم عن عملية اغتيال بن لادن،وهو أن تجبر المشاهد على عدم التعاطف مع قاتليه، وعدم الاندماج في عملية التعقب الطويلة لكثرة ما تحتويه على مغالطات ومعلومات غير منطقية، وتصدر الشك في مصداقيتها.
فيلم Zero Dark Thirty فيلم متوسط المستوى لم يصل حتى لأفلام الحركة الأمريكية الجيدة، ويطرح سؤالاً هاماً حول ماهية فيلم بيجالو القادم، وأين سيكون هذه المرة، وهو ما لا نعرفه، لكن المؤكد أنه سيتم ترشيحه للأوسكار.
بالإضافة إلى أن الأفلام التي تقوم قصتها على أحداث مخابراتية حقيقية تعتمد حبكتها على عمل تلك الأجهزة، لامجرد وصول المعلومات في النهاية على المكاتب للمختصين -ويبدو أنها انتبهت لهذا في الجزء الأخير من الفيلم -، لكن يبدو أن المخرجة المغرمة بالقوة الأمريكية، والتي قدمتها من قبل في صورة المحتل الطيب في فيلم "خزانة الألم" والتي حصلت به على جائزة الأوسكار أمام منافسها الأفضل "أفاتار"، عادت لتخرج فيلما عن جهاز المخابرات الأمريكي الذي يرغب في الثأر لـ3000 من ضحايا أحداث 11 سبتمبر، معتمدة على بعض الأحداث الإرهابية التي تمت خلال 10 سنوات قبل إغتيال بن لادن، لم يمت فيها 10% من من قتلتهم أمريكا من الأبرياء في حربيها على أفغانستان والعراق، ففشلت مرة ثانية في اجتذاب تعاطف المشاهدين.
وعذرا للتعليق سياسياً على فيلم سينمائي، وهو تعليق وجدتني مضطراً له، لأن المخرجة الهوليوودية أظهرت كراهية الشارع الإسلامي عامة والباكستاني خاصة لكل ماهو أمريكي دون أن تقدم مبرراً لهذا حتى يتخيل المشاهد الأمريكي ما تريد توجيهه فقط إليه.
*****
اعتمدت بيجلو كعادتها على ممثلين متوسطي المستوى، أعمالهم السابقى ومستواهم الفني متواضع للغاية، واستخدمت نفس التكنيك الإخراجي لفيلم "خزانة الألم"، لتشعر وكأنك تشاهد جزء ثانياً لنفس الفيلم، كما اعتمدت على فواصل سوداء معنونة لتقسيم الفيلم إلى ما يشبه فصول الروايات، لتحوله تدريجا لفيلم تسجيلي يوثق ويمجد عمل المخابرات.
لكن يبدو أن المخرجة لم تدرك أن صناعة فيلم تمتد مرحلته الزمنية إلى 10 سنوات يحتاج إلى بعض التغيير في زي وشكل الشخصيات الرئيسية على الاقل، لنرى أبطالها بنفس الهيئة والزي ، ثم قدمت مشهداً مبتذلا للغاية لمسئول مسلم في المخابرات المريكية يؤدي صلاته، فقط كان يحتاج إلى الراحل فريد شوقي حتى يخبره قائلاً "لاااا عملتها قبلك"، بالغضافة إلى صوت الاذان الذي لا ينقطع في باكستان وكأن الصلوات المفروضة على المسلمين هناك 48 صلاة بمعدل صلاة كل نصف ساعة، أما عن الحديث باللغة العربية في كل باكستان فحدث ولا حرج.
******
لقد نجحت كاثرين بيجلو في أصعب الإختيارات المتاحة لديها لصناعة فيلم عن عملية اغتيال بن لادن،وهو أن تجبر المشاهد على عدم التعاطف مع قاتليه، وعدم الاندماج في عملية التعقب الطويلة لكثرة ما تحتويه على مغالطات ومعلومات غير منطقية، وتصدر الشك في مصداقيتها.
فيلم Zero Dark Thirty فيلم متوسط المستوى لم يصل حتى لأفلام الحركة الأمريكية الجيدة، ويطرح سؤالاً هاماً حول ماهية فيلم بيجالو القادم، وأين سيكون هذه المرة، وهو ما لا نعرفه، لكن المؤكد أنه سيتم ترشيحه للأوسكار.