11‏/07‏/2010

خياط النبى


تتخطى تلك العتبة المتهالكة فى وهن شديد
بعد يوم من العمل الشاق
تدفع ذلك الباب الخشبى المتهالك لحجرتها العتيقة لترتمى بجسدها على تلك الأريكة الخشبية الوحيدة المتوحدة فى فراغ الغرفة الضيق
تزدرد لقيماتها القليلة على عجل وتمد يدها اسفل الكنبة تتحسس شيئا ما
تصطدم يدها بذلك المشعل البدائى المطفىء وتلك الحقيبة الخيشية البالية
فتسرع بسحبها وفتح ذلك الكيس الصغير فى جانبها لتضيف حصيلة اليوم الى ما تم جمعه طيلة العام
وتواصل عد النقود فى صمت وكأنها فى صلاة
ولأنها تجيد العد حتى رقم عشرة فقط
تقسم النقود عشرات ثم تعيد تقسيمها لعشرة مجموعات
عانت فى كلا منها الخدمة فى بيوت الغير حتى انحنى ظهرها وهى لم تتعدى عقدها الرابع
وفى النهاية تعيد النقود لكيسها الصغير
وتستلقى على الاريكة فى هدوء
لتحملق فى سقف الغرفة المتساقط وتحسب كم بقى على المبلغ المرجو
لشراء تلك القطعة القماشية المباركة من خياط النبى
الذى يحل موعد حضوره السنوى بعد أسبوع واحد
وتنام على ابتسامة فى انتظار البركة

**************************
***************************

ملحوظة لها علاقة بالقصة : خياط النبى خرافة فى ضواحى القاهرة وبعض الأرياف
عن رجل يأتى كل عام ليبع للبسطاء بعض قطع القماش على أنها من ثوب النبى صلى الله عليه وسلم
ويدفعون فيها الكثير من قوتهم وقوت اطفالهم

ليست هناك تعليقات: