04‏/02‏/2013

أرشيفي السينمائي : Flight ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع


عندما أكتب عن فيلم من إخراج روبرت زيمكس صاحب أسطورتي ( Cast Away ) و( Forrest Gump ) فعلي أن أتوقف كثيراً لأتحدث باحترام عن مخرج متميز بدأ حياته مغامراً بسلسلة افلام الخيال العلمي ( Back to the Future ) قبل أن يتألق في مجموعة من الافلام التي تعتمد على خط درامي واحد شديد الإنسانية مثل أعظم أفلامه "فورست جامب"، قبل أن ينتقل لصناعة افلام الرسوم المتحركة مثل ( Beowulf ) وفيلم ( Christmas Carol ) .
حيث يعود زيمكس في فيلمه الجديد ( Flight ) لنفس الخط حيث يستعرض قصة حياة طيار تتعرض طائرته إلى عطل بالغ وهي في الجو ولكنه ينجح فيما يشبه المعجزة في الهبوط بها، منقذا حياة 96 راكباً من ركابها الـ102 وتعتبره الصحافة ووسائل الإعلام بطلا قومياً.
لكن تتبدل أحوال الطيار تماما بعد أن يكتشف زملاؤه أنه كان يقود الطائرة وهو تحت تأثير كمية كبيرة من الكحول والمخدرات، ويدخل في صراع عنيف مع ادمانه الكحوليات ومحاولة الافلات من العقاب.
حيث يجيد زيمكس توثيق تلك التفاصيل الإنسانية بحس سينمائي مرهف يمس المشاهد، لكن يعيب الفيلم بصفة عامة رسالة وعظية شديدة المباشرة حول الإيمان ومضار الكذب وإدمان الكحول.
*****
على عكس أغلب أفلام السينما تأتي نقطة الذروة في فيلم( Flight ) قبل نهايته بخمسة دقائق، دون أن يشعر المشاهد بأي ملل وهو ما يحسب للفيلم، كما يحسب له ايضاً الأداء المتميز للغاية لبطله دينزل واشنطن، الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن هذا الفيلم وهو يستحق الترشح تماماً هذه المرة، بينما بقيت بقية شخصيات الفيلم في الخلفية تؤدي أدوارها المطلوبة تماما كفورست جامب وكاست أواي.
ليسأل المشاهد نفسه سؤالاً هاماً : ماذا لو قام توم هانكس بهذا الدور؟
وقد نجح كاتب السيناريو جون جاتينس والذي قدم من قبل فيلم (Real Steel ) وفيلم ( Coach Carter ) في تمرير بعض المعلومات التقنية عن الطيران في سلاسة دون إزعاج المشاهد بما يجهل.
كما اعتمد على بناء الشخصية الزمني المتقطع عند المشاهد عبر مجموعة من الأحداث المروية المتفرقة عن الطفولة والشباب، لكن عاب السيناريو الاعتماد على عنصر الصدفة مرتين، خلال لقائه بصديقته، ثم اكتشافه الغرفة المجاورة في الفندق.
*******
فيلم ( Flight ) محير للغاية، فيلم عالي على المستوى الإنساني مزعج على المستوى القصصي، جيد تمثيليا وإخراجياً، ليشكل حالة سينمائية متفردة في أن تنبهر أثناء المشاهدة منزعجاً.
لدرجة أنني كنت أنتظر وجود اسم محمود أبو زيد في نهاية الفيلم مشاركاً في كتابة السيناريو، مع آية قرآنية بصوت محمود ياسين الرخيم.
ملحوظة : عزيزي القاريء أعلم أن هذا المقال النقدي محير للغاية، لكنني أنصحك بمشاهدة الفيلم، فالبعض يحب ما انتقدته في هذا المقال ولا يعتبره عيباً بدليل نجاح افلام مثل "كباريه" و"الفرح".

ليست هناك تعليقات: