نعاني جميعاً تلك الايام، يتمنى بعضنا لو ولد قبل هذا بخمسين عاماً وعاش ثلاثينيات واربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، يشعر البعض بالظلم الشديد ويعتبر جيله جيلا منحوساً كتبت عليه الحياة أن يحيا اسوأ ما فيها، ويعتبره جيلاً أخر السبب الرئيس فيما نحيا فيه.
تتبادل الأجيال الاتهامات، ويبقى السؤال حائرا دون اجابة، الحياة أم الذي يحياها، البيضة أم الفرخة، وعلى الشاشة الفضية نجح البعض في الوصول لإجابة، بينما استمر البعض الخر في طرح الأسئلة
*****
في تنظيرة عبقرية للمخرج كونتن تارانتينو في الجزء الثاني من فيلمه الأهم Kill Bill على لسان بطله يقول أن "سوبر مان" هو بطله الخارق المفضل، لأنه على العكس من سبايدر مان وبات مان، شخصيته الحقيقية هي الشخصية الخارقة، بينما هم أدميين عاديين في شخصياتهم الحقيقية بينما شخصياتهم البديلة هي الشخصية الخارقة، ثم اضاف تارنتينو على لسان بطله، أن الشخصية البديلة لسوبر مان هي عبارة عن بشري ضعيف مهزوز الثقة متواضع الذكاء، وهو ما يعكس نظرة البطل الخارق لبني البشر الذي لا ينتمي لهم.
وهو ما يعكس الرؤية الشخصية لتارانتينو شخصيا لبني البشر، لهذا يقتل الكثيرون منهم في أفلامه ويستهين بهذا الدم السائل المتفجر، الذي يلون افلامه بعنف يعتبره البعض مبالغ فيه، حيث يرى المخرج الكبير أن هذا ما يستحقه البشر، بل أن هذا افضل ما يمكن تقديمه لهم.....وربما تلك هي نظرته الشخصية نتيجة ما عاناه من البشر في مجتمعه حتى وصل إلى ما وصل إليه، ممتنا بما منحته له الحياة، غاضبا مما قاساه من البشر، في الحقيقة يبدو محقاً للغاية في ظل ما نحيا ونشاهد هذه الايام.
*****
على العكس من تارانتينو يرى الأخوان كوين البشر بمنظور أخر حيث يلقيان بكل ما نواجهه إلى أزمة وجودية، وعبثية هذه الدنيا التي لا تطاق، حيث نشاهد فس أكثر افلامهم عنفاً No.Country.For.Old.Men، نهاية عبثية جدا للأحدث جديرة تماما بهذه الدنيا وغير جديرة بتلك الحياة، بينما في فيلمهم The Big Lebowski يراهن الأخوان كوين على هذا البطل الساذج في مواجهات كم التشوهات التي في الحياة، ذلك البطل الذي يشغله تبول أحدهم على سجادة صالته،ولا يزعجه تهديده بالقتل، ويجبره بعد ذلك على خوض قصة لا تخصه من قريب أو من بعيد، يعود منها كما كان
هما ببساطة يريان الجنس البشري داخل اختبار شديد العبثية، فعليهم ألا ينتحلوا شخصيات لا تمثلهم، عليهم أن يخلعوا الأقنعة ويواجهوا الحياة كما هي بوجوده عارية وايد أشد عرياً لأنها لا تستحق.
وربما كان فيلمهم O Brother, Where Art Thou? هو الصراع الأكثر جمالاً في معاندة تلك الحياة، واثبات الطبيعة الطيبة للإنسان حتى لو كان مجرماً.
الأخوان كوين يعتبان على الحياة، لأنهما يعملان سويا، لا يعيران اهتماماً لكل ما يحيط بهما من بشر، يتقبلان النتائيج بثقة مبهرة، لهذا يريان العيب في الحياة ذاتها.. ربما ..من يدري؟
*******
يختلف يوسف شاهين تماماً عن كل ما سبق، فصاحب فيلم الاختيار الذي شغله مشوار حياته فقدمه في عدة افلام مثل اسكندرية ليه، واسكندرية كمان وكمان، واسكندرية نيو يورك، كان يبحث عن الذات، عن السبب فيما صارت إليه الحياة دون إيماناً مسبق بالسبب، لا هو اختار البشر مثل تارانتينو ولا هو اختار الحياة مثل الأخوين كوين، هو فقط طرح الأسئلة وأستمر في البحث عن إجاباتها.
قدم جو فناً عظيما هو الأخر، واتاحت له تلك المعضلة اختلافاً ملحوظاً وتنوعاً بين افلامه، وسقطت ببعضها بالفعل وصعدت بالبعض الأخر إلى قمة النضج.
لكن بقي أعظم مخرج عربي بلا إجابة حقيقية، وسار على دربه المخرجون الحقيقيون في هذا الوطن، مثل محمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب، استمروا في طرح الأسئلة بحثاً عن إجابات، قدموا فناً عظيماً لكنهم لم يرسوا على بر.
ربما هذا هو الفارق بين العوالم، بين ذلك الذي وصل إليه الغرب، وبقينا نحن فيه، فالفن مرآة الشعوب، ونحن شعوب أرهقتها الأسئلة لأنها أمتنعت عن طرحها منذ مئات السنين.
ربما ...
تتبادل الأجيال الاتهامات، ويبقى السؤال حائرا دون اجابة، الحياة أم الذي يحياها، البيضة أم الفرخة، وعلى الشاشة الفضية نجح البعض في الوصول لإجابة، بينما استمر البعض الخر في طرح الأسئلة
*****
في تنظيرة عبقرية للمخرج كونتن تارانتينو في الجزء الثاني من فيلمه الأهم Kill Bill على لسان بطله يقول أن "سوبر مان" هو بطله الخارق المفضل، لأنه على العكس من سبايدر مان وبات مان، شخصيته الحقيقية هي الشخصية الخارقة، بينما هم أدميين عاديين في شخصياتهم الحقيقية بينما شخصياتهم البديلة هي الشخصية الخارقة، ثم اضاف تارنتينو على لسان بطله، أن الشخصية البديلة لسوبر مان هي عبارة عن بشري ضعيف مهزوز الثقة متواضع الذكاء، وهو ما يعكس نظرة البطل الخارق لبني البشر الذي لا ينتمي لهم.
وهو ما يعكس الرؤية الشخصية لتارانتينو شخصيا لبني البشر، لهذا يقتل الكثيرون منهم في أفلامه ويستهين بهذا الدم السائل المتفجر، الذي يلون افلامه بعنف يعتبره البعض مبالغ فيه، حيث يرى المخرج الكبير أن هذا ما يستحقه البشر، بل أن هذا افضل ما يمكن تقديمه لهم.....وربما تلك هي نظرته الشخصية نتيجة ما عاناه من البشر في مجتمعه حتى وصل إلى ما وصل إليه، ممتنا بما منحته له الحياة، غاضبا مما قاساه من البشر، في الحقيقة يبدو محقاً للغاية في ظل ما نحيا ونشاهد هذه الايام.
*****
على العكس من تارانتينو يرى الأخوان كوين البشر بمنظور أخر حيث يلقيان بكل ما نواجهه إلى أزمة وجودية، وعبثية هذه الدنيا التي لا تطاق، حيث نشاهد فس أكثر افلامهم عنفاً No.Country.For.Old.Men، نهاية عبثية جدا للأحدث جديرة تماما بهذه الدنيا وغير جديرة بتلك الحياة، بينما في فيلمهم The Big Lebowski يراهن الأخوان كوين على هذا البطل الساذج في مواجهات كم التشوهات التي في الحياة، ذلك البطل الذي يشغله تبول أحدهم على سجادة صالته،ولا يزعجه تهديده بالقتل، ويجبره بعد ذلك على خوض قصة لا تخصه من قريب أو من بعيد، يعود منها كما كان
هما ببساطة يريان الجنس البشري داخل اختبار شديد العبثية، فعليهم ألا ينتحلوا شخصيات لا تمثلهم، عليهم أن يخلعوا الأقنعة ويواجهوا الحياة كما هي بوجوده عارية وايد أشد عرياً لأنها لا تستحق.
وربما كان فيلمهم O Brother, Where Art Thou? هو الصراع الأكثر جمالاً في معاندة تلك الحياة، واثبات الطبيعة الطيبة للإنسان حتى لو كان مجرماً.
الأخوان كوين يعتبان على الحياة، لأنهما يعملان سويا، لا يعيران اهتماماً لكل ما يحيط بهما من بشر، يتقبلان النتائيج بثقة مبهرة، لهذا يريان العيب في الحياة ذاتها.. ربما ..من يدري؟
*******
يختلف يوسف شاهين تماماً عن كل ما سبق، فصاحب فيلم الاختيار الذي شغله مشوار حياته فقدمه في عدة افلام مثل اسكندرية ليه، واسكندرية كمان وكمان، واسكندرية نيو يورك، كان يبحث عن الذات، عن السبب فيما صارت إليه الحياة دون إيماناً مسبق بالسبب، لا هو اختار البشر مثل تارانتينو ولا هو اختار الحياة مثل الأخوين كوين، هو فقط طرح الأسئلة وأستمر في البحث عن إجاباتها.
قدم جو فناً عظيما هو الأخر، واتاحت له تلك المعضلة اختلافاً ملحوظاً وتنوعاً بين افلامه، وسقطت ببعضها بالفعل وصعدت بالبعض الأخر إلى قمة النضج.
لكن بقي أعظم مخرج عربي بلا إجابة حقيقية، وسار على دربه المخرجون الحقيقيون في هذا الوطن، مثل محمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب، استمروا في طرح الأسئلة بحثاً عن إجابات، قدموا فناً عظيماً لكنهم لم يرسوا على بر.
ربما هذا هو الفارق بين العوالم، بين ذلك الذي وصل إليه الغرب، وبقينا نحن فيه، فالفن مرآة الشعوب، ونحن شعوب أرهقتها الأسئلة لأنها أمتنعت عن طرحها منذ مئات السنين.
ربما ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق