تقول القاعدة السينمائية أنه عندما تقدم حكاية تقليدية فعليك أن تتناولها بشكل مختلف أي بطرح جديد، وإذا اضطررت إلى معالجتها بطريقة تقليدية فلابد أن تلجأ إلى حل إخراجي يضعك خارج استهلاك حكاية في الأصل مستهلكة.
وهو ما لم يفعله ستيفن فريس مخرج فيلم "philomena" المرشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم، والذي تناول قصة أم فقدت ابنها داخل الدير منذ 50 عاما، ثم قررت البحث عنه بمساعدة صحفي ترك عمله كمساعد لرئيس الوزراء البريطاني أثر فضيحة ما ويبحث عن نجاح جديد بعد عودته لمهنته الأصلية.
يعرف المشاهد غالبا أن الأم ستجد ولدها، حيا أو ميتا، لكنها ستصل إليه، اكتفى الفيلم الذي يروي قصة حقيقية وقعت في بريطانيا بدايات العقد الماضي بسيناريو تقليدي، يتحرك في خط ردامي واحد ويصل إلى نقطة الذروة باكتشاف وفاة الابن في أمريكا مريضا بالإيدز في تسعينيات القرن الماضي، ويعود في نهايته إلى بريطانيا أو ايرلندا تحديدا حيث دفن الابن الذي حاول البحث عن والدته.
ومن خلال سذاجة الأم العجوز فقد الفيلم تلك المساحات العاطفية الممكنة لتلك الحالة، حيث بدت الأم دائما سعيدة ومبتسمة وفي حالة بهجة، حتى في أقصى لحظات حزنها عندما تتحدث مع نفسها، وهو ما أدته جودي دينيش ببراعة معتادة، إلا أن بناء الشخصية التي كتبها ستيف كوجان كاتب السيناريو وبطل الفيلم الذي يلعب دور الصحفي الذي يساعدها، لم يجعلا الدور أحد دوارها المميزة - على الرغم من ترشحها لجائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن هذا الدور -، بل أفقدتها الكادرات المقربة للغاية جزء كبيرا من سحرها الخاص كممثلة قديرة حرص المخرج على وضع علامات تنصيص سينمائية حول مشاهد بكائها، وهو خطأ تكرر طيلة الفيلم دون مبرر درامي حقيقي.
بينما قدم ستيف كوجان دورا جيدا كتبه لنفسه بعناية، ونجح في تلك المشاهد المشتركة مع دينيش بكل تاريخها وقامتها الفنية في سرقة الكاميرا خلال مباراتهما التمثيلية معا.
في الحقيقة لا يزيد مستوى فيلم "philomena" عن مستوى تلك الحلقات التي قدمتها الراحلة فايزة واصف في برنامج "حياتي" في ثمانينات القرن الماضي، ويصعب اعتباره فيلما كبيرا، بل يقع في دائرة الافلام المتوسطة، ويثير ترشيحه للجائزة علامات استفهام عديدة حول معايير الترشح للأوسكار، بل وفوز الفيلم في مهرجاني "تورنتور" و"فينيسا".
لكن يبقى اهم ما في الفيلم هو فضح الممارسات غير الإنسانية التي تمارس ضد المراهقات في الأديرة التي تديرها الراهبات، والتي تصل إلى رفض اجراء عمليات قيصرية لهن عقابا على ممارسة الجنس، وزرع مفاهيم تعتبر الجنس ذنبا كبيرا يغضب الرب على فتيات بسيطات لم يلتحقن بالرهبنة، وكذلك تفريق أبنائهن عنهن وبيعهم عبر وسطاء إلى أثرياء في دولة أخرى بحثا عن المكسب المادي.
في النهاية قال المخرج الكبير داوود عبدالسيد في محاضرة عن صناعة السينما يوما ما : ليس هناك ما هو أهم من "حدوتة" ممتعة، يحصل المشاهد في نهايتها على نصيبه من المتعة، برسالة كانت أو بدون، بتجريب أو بدون، المهم أن تكون القصة ممتعة، وهو ما افتقده هذا الفيلم تماما بعدما ارهقه الاستهلاك.
وهو ما لم يفعله ستيفن فريس مخرج فيلم "philomena" المرشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم، والذي تناول قصة أم فقدت ابنها داخل الدير منذ 50 عاما، ثم قررت البحث عنه بمساعدة صحفي ترك عمله كمساعد لرئيس الوزراء البريطاني أثر فضيحة ما ويبحث عن نجاح جديد بعد عودته لمهنته الأصلية.
يعرف المشاهد غالبا أن الأم ستجد ولدها، حيا أو ميتا، لكنها ستصل إليه، اكتفى الفيلم الذي يروي قصة حقيقية وقعت في بريطانيا بدايات العقد الماضي بسيناريو تقليدي، يتحرك في خط ردامي واحد ويصل إلى نقطة الذروة باكتشاف وفاة الابن في أمريكا مريضا بالإيدز في تسعينيات القرن الماضي، ويعود في نهايته إلى بريطانيا أو ايرلندا تحديدا حيث دفن الابن الذي حاول البحث عن والدته.
ومن خلال سذاجة الأم العجوز فقد الفيلم تلك المساحات العاطفية الممكنة لتلك الحالة، حيث بدت الأم دائما سعيدة ومبتسمة وفي حالة بهجة، حتى في أقصى لحظات حزنها عندما تتحدث مع نفسها، وهو ما أدته جودي دينيش ببراعة معتادة، إلا أن بناء الشخصية التي كتبها ستيف كوجان كاتب السيناريو وبطل الفيلم الذي يلعب دور الصحفي الذي يساعدها، لم يجعلا الدور أحد دوارها المميزة - على الرغم من ترشحها لجائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن هذا الدور -، بل أفقدتها الكادرات المقربة للغاية جزء كبيرا من سحرها الخاص كممثلة قديرة حرص المخرج على وضع علامات تنصيص سينمائية حول مشاهد بكائها، وهو خطأ تكرر طيلة الفيلم دون مبرر درامي حقيقي.
بينما قدم ستيف كوجان دورا جيدا كتبه لنفسه بعناية، ونجح في تلك المشاهد المشتركة مع دينيش بكل تاريخها وقامتها الفنية في سرقة الكاميرا خلال مباراتهما التمثيلية معا.
في الحقيقة لا يزيد مستوى فيلم "philomena" عن مستوى تلك الحلقات التي قدمتها الراحلة فايزة واصف في برنامج "حياتي" في ثمانينات القرن الماضي، ويصعب اعتباره فيلما كبيرا، بل يقع في دائرة الافلام المتوسطة، ويثير ترشيحه للجائزة علامات استفهام عديدة حول معايير الترشح للأوسكار، بل وفوز الفيلم في مهرجاني "تورنتور" و"فينيسا".
لكن يبقى اهم ما في الفيلم هو فضح الممارسات غير الإنسانية التي تمارس ضد المراهقات في الأديرة التي تديرها الراهبات، والتي تصل إلى رفض اجراء عمليات قيصرية لهن عقابا على ممارسة الجنس، وزرع مفاهيم تعتبر الجنس ذنبا كبيرا يغضب الرب على فتيات بسيطات لم يلتحقن بالرهبنة، وكذلك تفريق أبنائهن عنهن وبيعهم عبر وسطاء إلى أثرياء في دولة أخرى بحثا عن المكسب المادي.
في النهاية قال المخرج الكبير داوود عبدالسيد في محاضرة عن صناعة السينما يوما ما : ليس هناك ما هو أهم من "حدوتة" ممتعة، يحصل المشاهد في نهايتها على نصيبه من المتعة، برسالة كانت أو بدون، بتجريب أو بدون، المهم أن تكون القصة ممتعة، وهو ما افتقده هذا الفيلم تماما بعدما ارهقه الاستهلاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق