يقول سيد فيلد: الشيء المهم في كتابة السيناريو هو أنه عندما تكتبه، تحدد لنفسك هدفاً، مهمة تنجزها، هذا كل ما في الأمر، وأن السيناريو بدون بناء لا يملك خطاً درامياً، إنه تائه يبحث عن نفسه، بليد وممل، وبالنتيجة لا ينفع لأنه لا يملك اتجاهاً أو خطاً متصاعداً، وأصل كلمة بناء (أن تجمع أجزاء مع بعضها البعض)، البناء هو العلاقة بين الأجزاء والكل.
وهو ما نجح صناع فيلم “الشتا اللي فات” في اثبات عدم صحته تماماً، حيث كتبوا سيناريو لا هدف، وبلا بناء، تائه وممل وبليد، ولكنهم صنعوا فيلماً ولم يتوقفوا عند تلك الملاحظات.
فيلم “الشتا اللي فات” الذي اصابته ضمن ما أصابت لعنة افلام الثورة، حاول صناعه تقديم ثورة يناير من جانب إنساني، وليس سياسي، فاستعرض قصص : عمرو الذي اعتقل عام 2009 في أمن الدولة وأصابه الخوف من الأمن وذكريات تعذيبه فلم يشارك في بدايات أحداث ثورة يناير، وفرح المذيعة التي ساهمت في تضليل الجمهور ثم أفاقت وانضمت لصفوف الثوار، وضابط أمن الدولة الذي يمارس التعذيب ويحاول قهر الثورة، وعندما يفشل لا يصيبه مكروه بل يعود لزوجته.
لكن المدهش أن تتناول جانبا إنسانيا لعمل سياسي ومشحون بالأحداث مثل الثورة، عبر شخصيات مسطحة تماماً، حيث حرص السيناريو على عدم اعطاء أي عمق للشخصيات، خاصة بطلي الفيلم عمرو وفرح…بلا أي تاريخ، بلا دليل إنساني واحد، أو حتى مشهد، فقط إنسان خائف ومذيعة فاسدة.
ويواصل السيناريو “توهانه” عبر مجموعة من الأحداث الجانبية التي لا تؤصل لشيء ما، ولا تؤدي لهدف، فلم نصل إلى شيء، وبقى سؤال “يعني هو كان عايز يقول إيه؟” داخل المشاهد دون إجابة.
ثم ارتكب ابراهيم البطوط خطيئة أخرى حين قرر في نهاية الفيلم أن يستخرج صكاً لبرائته من صناعة فيلم عن الثورة قبل أن تنتهي أو يستطيع أحد استيعابها كحدث تاريخي للكتابة عنها أو تقديمها في فيلم، فقدم بعض المشاهد العجيبة في النهاية التي تشبه تحية الجمهور في نهاية كل مسرحية، ثم اضاف بيانات رقمية لشهداء ومصابي الثورة ومعتقليها…ويا قلبي لا تحزن.
على المستوى الإخراجي لم يقدم صاحب أفلام “عين شمس” و”حاوي” أداء مختلفاً بل بدا أقل بكثير من افلامه السابقة، وربما كان هذا التأثير المباشر لضعف السيناريو الذي شارك في كتابته مع أحمد عامر، ياسر نعيم، وحابي محمد، فقط أضفى مدير التصوير فيكتور كريدي على الفيلم بمجهود واضح صورة رائعة، رغم محاولة البطوط افسادها عبر شاشة حرص على أن تكون مظلمة، وهو ما نجح في انقاذه متخصصو التلوين.
أما عن التمثيل فلم يقدم عمرو واكد ولا فرح يوسف جديداً على المستوى المهني، وأصاب صلاح الحنفي الجمهور بالضجر من النمطية الشديدة في أداء ضابط الشرطة – الشخصية الوحيدة شبه المرسومة بعمق في الفيلم – .
فيلم “الشتا اللي فات” فيلم غير ممتع، ينضم إلى قائمة لن تنتهي قريباً من أفلام الثورة، صنعه من شاركوا فيها يوماً بيوم، ولكنهم هذه المرة أساءوا إلى السينما لا الثورة عبر فيلم بدا وكأنه نتاج لنظرية التطور “البانج بانج” السينمائي وتطور الفيلم ولكن في مرحلة “أرديبيتيكوس”.
وهو ما نجح صناع فيلم “الشتا اللي فات” في اثبات عدم صحته تماماً، حيث كتبوا سيناريو لا هدف، وبلا بناء، تائه وممل وبليد، ولكنهم صنعوا فيلماً ولم يتوقفوا عند تلك الملاحظات.
فيلم “الشتا اللي فات” الذي اصابته ضمن ما أصابت لعنة افلام الثورة، حاول صناعه تقديم ثورة يناير من جانب إنساني، وليس سياسي، فاستعرض قصص : عمرو الذي اعتقل عام 2009 في أمن الدولة وأصابه الخوف من الأمن وذكريات تعذيبه فلم يشارك في بدايات أحداث ثورة يناير، وفرح المذيعة التي ساهمت في تضليل الجمهور ثم أفاقت وانضمت لصفوف الثوار، وضابط أمن الدولة الذي يمارس التعذيب ويحاول قهر الثورة، وعندما يفشل لا يصيبه مكروه بل يعود لزوجته.
لكن المدهش أن تتناول جانبا إنسانيا لعمل سياسي ومشحون بالأحداث مثل الثورة، عبر شخصيات مسطحة تماماً، حيث حرص السيناريو على عدم اعطاء أي عمق للشخصيات، خاصة بطلي الفيلم عمرو وفرح…بلا أي تاريخ، بلا دليل إنساني واحد، أو حتى مشهد، فقط إنسان خائف ومذيعة فاسدة.
ويواصل السيناريو “توهانه” عبر مجموعة من الأحداث الجانبية التي لا تؤصل لشيء ما، ولا تؤدي لهدف، فلم نصل إلى شيء، وبقى سؤال “يعني هو كان عايز يقول إيه؟” داخل المشاهد دون إجابة.
ثم ارتكب ابراهيم البطوط خطيئة أخرى حين قرر في نهاية الفيلم أن يستخرج صكاً لبرائته من صناعة فيلم عن الثورة قبل أن تنتهي أو يستطيع أحد استيعابها كحدث تاريخي للكتابة عنها أو تقديمها في فيلم، فقدم بعض المشاهد العجيبة في النهاية التي تشبه تحية الجمهور في نهاية كل مسرحية، ثم اضاف بيانات رقمية لشهداء ومصابي الثورة ومعتقليها…ويا قلبي لا تحزن.
على المستوى الإخراجي لم يقدم صاحب أفلام “عين شمس” و”حاوي” أداء مختلفاً بل بدا أقل بكثير من افلامه السابقة، وربما كان هذا التأثير المباشر لضعف السيناريو الذي شارك في كتابته مع أحمد عامر، ياسر نعيم، وحابي محمد، فقط أضفى مدير التصوير فيكتور كريدي على الفيلم بمجهود واضح صورة رائعة، رغم محاولة البطوط افسادها عبر شاشة حرص على أن تكون مظلمة، وهو ما نجح في انقاذه متخصصو التلوين.
أما عن التمثيل فلم يقدم عمرو واكد ولا فرح يوسف جديداً على المستوى المهني، وأصاب صلاح الحنفي الجمهور بالضجر من النمطية الشديدة في أداء ضابط الشرطة – الشخصية الوحيدة شبه المرسومة بعمق في الفيلم – .
فيلم “الشتا اللي فات” فيلم غير ممتع، ينضم إلى قائمة لن تنتهي قريباً من أفلام الثورة، صنعه من شاركوا فيها يوماً بيوم، ولكنهم هذه المرة أساءوا إلى السينما لا الثورة عبر فيلم بدا وكأنه نتاج لنظرية التطور “البانج بانج” السينمائي وتطور الفيلم ولكن في مرحلة “أرديبيتيكوس”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق