يقف الموت عاجزاً أمام بعض الناس، يمارس مهمته المحتومة في الفراق، يأخذ أجسادهم وأرواحهم، لكنهم ينتصرون، يبقون بيننا، يقطعون ذلك الخط الحتمي للفراق وتبقى أعمالهم حية مبهرة مدهشة على الدوام، وخاصة عندما يكون اسمهم "محمد فوزي".
ترك فوزي 400 أغنية حية من ورائه، تشعر أنه صنعها بالأمس، في الثمانينات عندما تعرفت عليه للمرة الأولى، تساءلت ببراءة الطفولة التي أوشكت على الرحيل، عن متى يلحن فوزي لمحمد منير؟
وفي التسعينات أدهشني أنه مازال يلحن حتى الآن، بينما الآن مازلت مصراً على أن ألحانه تناسب عصرنا الحالي...عبقرية يستحيل تكرارها، ولحن مرن وحي لدرجة أنه صالح لكل العصور، لم يبدعه صاحبه على أوتار عود، أو أي آلة موسيقية، فقط صنعه على أوتار البهجة.
ذلك الطفل المولود قبل أشهر قليلة من ثورة 19، الذي أنهى دراسته الابتدائية ليلتحق بمعهد موسيقي لم يستمر فيه، لم يجد ضالته إلا في الحان عبقري آخر هو سيد درويش، فأعاد إحياء أعماله في بداية طريقه، قبل أن ترفضه الإذاعة مطرباً وتقبله ملحنا، فلم ييأس.
حتى رفضه الجمهور بقسوة عندما غنى بديلاً للمطرب إبراهيم حمودة، وأصابه الاكتئاب الذي صادقه ولم يغادره إلا بعد رحيله، ثم عادت به العظيمة فاطمة رشدي ثانية إلى المسرح.
ثم قدمه يوسف وهبي في دور صغير في فيلم "سيف الجلاد" ليكتشفه بعدها محمد كريم ويقدمه في فيلم "أصحاب السعادة"، ليثبت فوزي أقدامه ويقدم 36 فيلماً، مازالت قادرة على بث البهجة لأرواح مشاهديها، على الرغم من أن صاحبها كان يظن نفسه ممثلاً سيئاً.
*************
ربما كان السر في نجاح فوزي هو ذاك الطفل الذي لم يكبر أبدا بداخله، ذلك الطفل الذي خرج إلينا مغنياً "ماما زمانها جاية"، و''ذهب الليل طلع الفجر''، ذلك الطفل الذي أستمر بداخله يلون نغماته بابتسامة طفل مبهجة بريئة حتى عندما يحزن، ذلك الطفل الذي قدم كل الحماس اللازم لتلحين السلام الوطني الجزائري، هو نفس الطفل الذي قال عندما حضرته الوفاة 'أنا عارف إن نصيبي بعدين هيبقى كويس''.
**************
يروون في الأثر، أن في بعض الأساطير كانت الأميرات تعود للحياة عبر قبلة الأمير الموعود، ونروي الآن قصة الأمير الذي يعود للحياة بعد احتضان الروح لأغانيه التي لا تتوقف عن النغم أبدا.
ترك فوزي 400 أغنية حية من ورائه، تشعر أنه صنعها بالأمس، في الثمانينات عندما تعرفت عليه للمرة الأولى، تساءلت ببراءة الطفولة التي أوشكت على الرحيل، عن متى يلحن فوزي لمحمد منير؟
وفي التسعينات أدهشني أنه مازال يلحن حتى الآن، بينما الآن مازلت مصراً على أن ألحانه تناسب عصرنا الحالي...عبقرية يستحيل تكرارها، ولحن مرن وحي لدرجة أنه صالح لكل العصور، لم يبدعه صاحبه على أوتار عود، أو أي آلة موسيقية، فقط صنعه على أوتار البهجة.
ذلك الطفل المولود قبل أشهر قليلة من ثورة 19، الذي أنهى دراسته الابتدائية ليلتحق بمعهد موسيقي لم يستمر فيه، لم يجد ضالته إلا في الحان عبقري آخر هو سيد درويش، فأعاد إحياء أعماله في بداية طريقه، قبل أن ترفضه الإذاعة مطرباً وتقبله ملحنا، فلم ييأس.
حتى رفضه الجمهور بقسوة عندما غنى بديلاً للمطرب إبراهيم حمودة، وأصابه الاكتئاب الذي صادقه ولم يغادره إلا بعد رحيله، ثم عادت به العظيمة فاطمة رشدي ثانية إلى المسرح.
ثم قدمه يوسف وهبي في دور صغير في فيلم "سيف الجلاد" ليكتشفه بعدها محمد كريم ويقدمه في فيلم "أصحاب السعادة"، ليثبت فوزي أقدامه ويقدم 36 فيلماً، مازالت قادرة على بث البهجة لأرواح مشاهديها، على الرغم من أن صاحبها كان يظن نفسه ممثلاً سيئاً.
*************
ربما كان السر في نجاح فوزي هو ذاك الطفل الذي لم يكبر أبدا بداخله، ذلك الطفل الذي خرج إلينا مغنياً "ماما زمانها جاية"، و''ذهب الليل طلع الفجر''، ذلك الطفل الذي أستمر بداخله يلون نغماته بابتسامة طفل مبهجة بريئة حتى عندما يحزن، ذلك الطفل الذي قدم كل الحماس اللازم لتلحين السلام الوطني الجزائري، هو نفس الطفل الذي قال عندما حضرته الوفاة 'أنا عارف إن نصيبي بعدين هيبقى كويس''.
**************
يروون في الأثر، أن في بعض الأساطير كانت الأميرات تعود للحياة عبر قبلة الأمير الموعود، ونروي الآن قصة الأمير الذي يعود للحياة بعد احتضان الروح لأغانيه التي لا تتوقف عن النغم أبدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق