كان ياما كان في سالف العصر والاوان، أسد عجوز أسنانه مخلعة ونظره شيش بيش، قاعد في عرينه اللي هو بيته، وبيحكم منه الغابة كلها، ومفيش أي حد من سكان الغابة دي مبيخافش منه، ويموت من الرعب لما يسمع زئيره وهو بيزأر بصوت عالي كل يوم الصبح، لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلاله من أيام العز، ولأنه زمان كان قوي جدا، مفتري جدا، محدش بقى متخيل إنه ممكن يبقى ضعيف، ممكن حتى يعجز ولا يموت.
وكانت كل فصيلة حيوانات مسؤولة كل يوم انها تأكله، النمور تجيبله الاكل يوم لحد مدخل العرين، القرود تجيبه اليوم اللي بعديه والافيال اليوم اللي بعديه وهكذا تلاقي كل فصيلة أو نوع بيجيبله الاكل يوم في الشهر، وكلهم فرحانين انه مبيخرجش من بيته ويقولوا بينهم وبين بعض، أهو تعب يوم في الشهر ولا الأسد المفتري ده يخرج لنا.
لحد في يوم من الايام كان الفار زنفل بيتمشى في الغابة زهقان وقرفان من الزحمة اللي عندهم في الجحر، ويمكن كمان جعان لان مناخيره شمت ريحة غريبة، جاية من ناحية بيت الأسد ملك الغابة، خاف في الاول يروح هناك بس الجوع كان اقوى منه ومن خوفه قرب بالراحة وقلبه بيدق جامد، لقى حتة لحمة كبيرة مرمية قصاد الباب ومغروس فيها سنتين، استغرب قوي من منظر الاسنان قرب أكتر وبص عليهم وهو بيقول لنفسه
- ياترى ايه دول، معقولة تكون اسنان ملك الغابة
سمع صاحبنا الفار زنفل صوت الاسد من جوه وهو بيعيط بصوت واطي وبيقول
- خلاص دول كانوا اخر سنتين في بقي مش حعرف اكل تاني... آه ياني
صاحبنا زنفل فكر بسرعة، أكل كمان بسرعة , خد السنتين ومشي
وبقى كل يوم يروح ياكل من الاكل اللي محطوط قصاد بيت الملك، أول ما يسمع الزئير الصبح بدل ما يخاف يبتسم.
وكل يوم يعدي على بيت الملك يتأكد هو حي ولا مات خلاص، لحد يوم ما راح وعرف ان الملك مات، دخل بسرعة العرين ولبس سلسلة علق فيها السنتين بتوع الاسد، وخرج للغابة يصرخ بصوت عالي : أنا قتلت الأسد أنا قتلت الملك، أنا زنفل
الحيوانات ضحكت في الاول وقالوا الفار اتجنن خلاص، لكن تاني يوم النمور راحت تودي الاكل بتاع الملك شافوا زنفل معلق السلسلة وفيها اسنان الاسد
مبقوش مصدقين، اليوم اللي بعدها الغزلان جابت أكل الملك وشافوا زنفل برضو لابس السلسلة وساكن بيت الملك
ولحد النهاردة الحيوانات بتاعة الغابة كلها بتودي الاكل في ميعاده عند باب البيت ويستغربوا من منظر زنفل وهو لابس السلسلة وهو بياكل لحد ما يشبع وفرحان لكنهم عمرهم ما بطلوا يودوا الاكل
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق