18‏/03‏/2012

حدوتة الفراشة

الصورة لأميرة الفراشات الصديقة "منى سيف"

كان ياما كان في سالف العصر والآوان فراشة جميلة دايماً حزينة، كل يوم الصبح تبكي مع ندى السما، تشتكي لأول وردة تقابلها أنها خلاص مبقتش جميلة، أن ألوانها اختفت وانها بهتت، وان الدنيا كلها بقت عديمة الألوان، الزهرة ترد مستغربة
- ازاي يا فراشة الدينا ملونة، وانتي جميلة
تغضب الفراشة وتصرخ بصوت عالي وهي سايبة الوردة وماشية
- ازاي يعني أنا بكدب عليكي.
يوم بعد يوم خاصمت الزهور كلها، بعد ما كانت خاصمت الفراشات أصحابها، واتحولت الدموع لطقس يومي، شبه الصلاة، شبه التنفس، لحد يوم كانت السما فيه مليان سحاب، ونزل مطر كتير، استخبت الشمس خافت تتطفي، لحد ما المطر هدي وابتدت تحاول تشيل بطانيتها وتطلع، وبمجرد ما بعتت أول شعاع نور ليها على الأرض اتولد قوس قزح، اتولد في نفس اللحظة اللي كانت الفراشة معدية فيه.
خدها في حضنه ، حاول يلعب معاها، امكتشف انها مصابة بعمى ألوان، بيمنعها تشوف الألوان على حقيقتها، ابتدى في صبر يصاحبها على الألوان.
قالها:
- عايزة تشوفي الأحمر اغضبي وشوفيه جوه روحك، عايزة تشوفي الأزرق احزني وانتي تشوفيه جوه نفسك، عايزة تصاحبي الأصفر حسيه وانتي عيانة، عايزة تعرفي الأخضر شمي ريحة الأرض بعد المطر، عايزة تتنفسي الأبيض حبي، حبي بجد.
الفراشة اتبسطت قوي بالوصفة دي جربتها قوام وجابت نتيجة، لكن بعد أيام لما اتبخر قوس قزح، وقبل ما يرجع تاني في يوم مطر تاني كانت اكتئبت من جديد ومقدرتش من كتر حزنها تطبق نظريته عن الألوان.
ولما تولد من جديد رفضت حتى انها تشوفه قوس قزح، قالت لنفسها إنه مجرد تعبان بيزحف على الأرض، ميستحقش حتى تلعب معاه، نداها مرة واتنين وتلاتة، ولما صعب على السما قالتله دي فكراك تعبان.
قرر فعلا يبقى تعبان، بس تعبان بيعرف يطير، وشافته جنبها في السما تعبان صحيح بس طاير، استغربت قوي واندهشت وسألت نفسها سؤال واحد
ياترى ده تعبان ولا قوس قزح حبيبي
وفي انتظار إجابة الفراشة الحيرانة توتة توتة خلصت الحدوتة

ليست هناك تعليقات: