أشار إلى يوم ولدت، وقال هذا رجلاً تحبه النساء....ثم رحل، اصطحبتني أمي صغيراً إلى دجال يدعي الورع، يؤم المصلين في زاوية صغيرة بلا وضوء على الأرجح، فأشار إلى هو الآخر وقال : في حياته 10 نساء، يشكلون يوماً ماضيه وحاضره ومستقبله.. لن يعيش طويلاً ، شهاب يسطع قبل أن يرحل.
تكتم أمي شهقتها، لتخفي حلما راودها قبل ميلادي بأيام، عن شهاب يخرج من بطنها، فينير الدنيا، وما يلبث أن ينطفأ.
أحدثكم اليوم عن 3 منهن، 3 نساء تركن آثراً لا ينمحي في حياتي، لم يذهبن ولن يذهبن، لأنهن بالمناسبة أخواتي.
الأولى : أمي الصغرى : أمل
لم يسبق للقلوب السير على قدمين، إلا مع ولادتها، لم تتعلم المصارحة الطيبة إلا مع تعلمها النطق، لم يأخذ الصدق صيغته الأنثوية الكاملة إلا مع بلوغها، إمرأة قدت من نبض، ترى داخلها وهي تكلمك، سريعة الغضب كطفل لم يتعدى عامه الأول، سريعة الرضا كنبي علمه ربه.... جاء ترتيبها الأول بيننا نحن الأخوة، فأستئثرت فيما يبدو على جزءً من روح الأم، وصاغته الأيام على شاكلتها...
وهبني الله أماً ثانية، أرى فيها "أمينة" الصغرى، أتحسس قلبي العاشق للأم، أطمئنه على وجود الأمل في "أمل"..... اختى الكبرى شكلت ماضياً بطعم متانة الاخوة، وحاضراً بطعم تحمل الأيام، ومستقبلاً في حنان الأم.
الثانية : معلمتي : أماني
كان والدي فناناً ضل الطريق، يكتب الشعر والقصة، ويجيد الرسم، والخطابة، لكنه ترك كل هذا وانشغل بالطبيعة "الفيزياء"، وصار عالماً فيها، أهداها عمره وأفنى نفسه بين نظرياتها، وكذلك كانت الوسطى ... أماني أختي الوسطى، تجيد الرسم، تملك صوتاً ساحراً في الغناء، تملك روحاً خلقت من "خفة دم" فطرية، عشقت الاب الذي أخذت جزء من روحه بدورها، فضلت الطريق لتصير طبيبة، تعالج عيون الناس مما ألم بها.
أهدتني كتابي الأول، جالستني لساعات في الغربة تعلمني كيف ألعب، كشفت لذلك الصغير الذي كنته، كيفية صناعة عالمه الخاص، كيف تستطيع أن تكون سعيداً بغض النظر عما يحيطك، أسمعتني أغنيتي الأولى، سجلت معي على شرائط الكاسيت القديمة، ساعات من الضحك المتواصل، كمذيعة تستقبل ضيفاً، علمتني معنى الضحكة... لذلك عندما تضحك أماني حتى الأن... يرتجف قلبي مستعيداً كل حنين الطفولة، أعود للحظات ذلك الطفل الشقي المبتسم المبهور بأخت هي أروع ما كان في ماضيه... وما تزال.
الثالثة : صديقتي : إيناس
حدث ولا حرج، فعندما أتحدث عن "نوسة" تحديداً، فلن اصمت، تللك الأخت التي صارت صديقة على آثر عضة بطن لا تنسى، والتي على يديها خطوت أول خطواتي في العالم الخارجي، وخضت بها خارج المنزل متشبثاً بيديها من المجهول، صديقة ليالي السمر ولعب "الأولى" في صيفيات القرية، و"بولات" الإستميشن وكاتمة أسرار المراهقة، وصاحبة أحلى عشاء يمكنك تناوله في التاريخ، خاصة أمام "مسلسل الزيني بركات"، في ليالي القاهرة الباردة، أول من اصطحبني في رحلة، وأول من اصطحبني لحفلة موسيقية، أول من اشترى ألبوماً غنائياً وجلس ليسمعني إياه، أول من تسمع ما يدق به قلبي حتى قبل أن أسمعه أنا....
أول من علمني الثورة، وأن لا اسكت على حقي ابداً، كنت في طفولتي أراها كأبطال الاساطير التي اقرأها ويحكونها لي، صاحبة حق لا تصمت....وإن صمتت تكلم الحق.
إيناس، ذلك "الونس" الدائم في حياتي، منحة من الرب قلما اشكره عليها، بحكم الإعتياد، وحان الوقت أن أخبرها بذلك... "نوسة" أنا بحبك قوي.
تكتم أمي شهقتها، لتخفي حلما راودها قبل ميلادي بأيام، عن شهاب يخرج من بطنها، فينير الدنيا، وما يلبث أن ينطفأ.
أحدثكم اليوم عن 3 منهن، 3 نساء تركن آثراً لا ينمحي في حياتي، لم يذهبن ولن يذهبن، لأنهن بالمناسبة أخواتي.
الأولى : أمي الصغرى : أمل
لم يسبق للقلوب السير على قدمين، إلا مع ولادتها، لم تتعلم المصارحة الطيبة إلا مع تعلمها النطق، لم يأخذ الصدق صيغته الأنثوية الكاملة إلا مع بلوغها، إمرأة قدت من نبض، ترى داخلها وهي تكلمك، سريعة الغضب كطفل لم يتعدى عامه الأول، سريعة الرضا كنبي علمه ربه.... جاء ترتيبها الأول بيننا نحن الأخوة، فأستئثرت فيما يبدو على جزءً من روح الأم، وصاغته الأيام على شاكلتها...
وهبني الله أماً ثانية، أرى فيها "أمينة" الصغرى، أتحسس قلبي العاشق للأم، أطمئنه على وجود الأمل في "أمل"..... اختى الكبرى شكلت ماضياً بطعم متانة الاخوة، وحاضراً بطعم تحمل الأيام، ومستقبلاً في حنان الأم.
الثانية : معلمتي : أماني
كان والدي فناناً ضل الطريق، يكتب الشعر والقصة، ويجيد الرسم، والخطابة، لكنه ترك كل هذا وانشغل بالطبيعة "الفيزياء"، وصار عالماً فيها، أهداها عمره وأفنى نفسه بين نظرياتها، وكذلك كانت الوسطى ... أماني أختي الوسطى، تجيد الرسم، تملك صوتاً ساحراً في الغناء، تملك روحاً خلقت من "خفة دم" فطرية، عشقت الاب الذي أخذت جزء من روحه بدورها، فضلت الطريق لتصير طبيبة، تعالج عيون الناس مما ألم بها.
أهدتني كتابي الأول، جالستني لساعات في الغربة تعلمني كيف ألعب، كشفت لذلك الصغير الذي كنته، كيفية صناعة عالمه الخاص، كيف تستطيع أن تكون سعيداً بغض النظر عما يحيطك، أسمعتني أغنيتي الأولى، سجلت معي على شرائط الكاسيت القديمة، ساعات من الضحك المتواصل، كمذيعة تستقبل ضيفاً، علمتني معنى الضحكة... لذلك عندما تضحك أماني حتى الأن... يرتجف قلبي مستعيداً كل حنين الطفولة، أعود للحظات ذلك الطفل الشقي المبتسم المبهور بأخت هي أروع ما كان في ماضيه... وما تزال.
الثالثة : صديقتي : إيناس
حدث ولا حرج، فعندما أتحدث عن "نوسة" تحديداً، فلن اصمت، تللك الأخت التي صارت صديقة على آثر عضة بطن لا تنسى، والتي على يديها خطوت أول خطواتي في العالم الخارجي، وخضت بها خارج المنزل متشبثاً بيديها من المجهول، صديقة ليالي السمر ولعب "الأولى" في صيفيات القرية، و"بولات" الإستميشن وكاتمة أسرار المراهقة، وصاحبة أحلى عشاء يمكنك تناوله في التاريخ، خاصة أمام "مسلسل الزيني بركات"، في ليالي القاهرة الباردة، أول من اصطحبني في رحلة، وأول من اصطحبني لحفلة موسيقية، أول من اشترى ألبوماً غنائياً وجلس ليسمعني إياه، أول من تسمع ما يدق به قلبي حتى قبل أن أسمعه أنا....
أول من علمني الثورة، وأن لا اسكت على حقي ابداً، كنت في طفولتي أراها كأبطال الاساطير التي اقرأها ويحكونها لي، صاحبة حق لا تصمت....وإن صمتت تكلم الحق.
إيناس، ذلك "الونس" الدائم في حياتي، منحة من الرب قلما اشكره عليها، بحكم الإعتياد، وحان الوقت أن أخبرها بذلك... "نوسة" أنا بحبك قوي.