23‏/02‏/2013

العناق الأخير

تتحسس فراشها البارد قبل أن تقرر دخوله والاحتماء ببطانية صوفية من برد الشتاء القارص في مدينة حلب، تغمض عينيها قليلاً ودون أن تدري أخذت تعد صوت الانفجارات في الخارج...."واحد، اثنان، ثلاثة".
يؤلمها أنه تغير، بعد عشرة أعوام من الزواج لم يعد "أكمل" نفس الرجل الذي عشقته، والذي كان ملاذها في الحياة، منذ دخلت حياته أخرى ينكرها دوماً لم يعد هو، إنها حتى لا تعلم أين هو الآن، وهل يقاتل ضمن الجيش الحر كما اعتادته ثائراً طيلة عمره، أم أنه بين أحضان الأخرى.
تفتح عيناها وتحملق في سقف الغرفة الأبيض كصحراء من الملح، بارد بلا أي ملمح، تتمنى أن تختفي فيه، تذوب كما تذوب الألوان في ذات اللون الأبيض، تجتاحها قشعريرة فتعاود إحكام الغطاء، تبتسم إبتسامة مبتسرة لأن حوارها الداخلي شغلها عن صوت القذائف في الخارج.
*****
وفي الصباح كان عمال الانقاذ يخرجون جثتها من تحت الأنقاض وهي بين أحضان "أكمل" الذي عاد أخيراً ووجدها نائمة فلم يشأ أن يزعجها فاحتضنها ونام.


ملحوظة : الصورة المصاحبة للنص حقيقية وتم تصويرها في مدينة حلب.

ليست هناك تعليقات: