26‏/04‏/2014

جبر الخواطر عبادة

متدوسش على جرح حد..الجروح صيادة
لو روحك في السما حتجيبها الأرض
جبر الخواطر عبادة
***
خليك في الحزن حضن
وكون للفرح ركن
خليك قد التحدي
خللي الإرادة عادة
***
الورد مالوش تمن قدام قلب أعمى
وإيه تسوى المحبة ومش جواها رحمة
واوعاك تكون غبي
خللي قلبك نبي ..حتلاقي السعادة
***
الطبطة فعل قلب..والغفران مش للبشر ده طبع رب 
والسماح عن اي ذنب..طبطبة...بس مين لسه باقي عنده قلب
خليك م اللي باقي
خللي سعادتك إرادة

02‏/04‏/2014

أرشيفي السينمائي ..«فتاة المصنع»: فيلم موجع ..اصطاد الجرح رغم ضعف شبكة السيناريو

لا يمارس الشارع المصري السينما سوى عندما تلتقطه كاميرا محمد خان، تلك الكاميرا التي اقتحمته قبل ما يقرب من ربع قرن عندما قدم فيلمه الثاني “ضربة شمس”، وهو ما ظهر واضحا في فيلمه الـ23 “فتاة المصنع” ذلك الفيلم الذي يعود فيه خان لهوايته السينمائية الأثيرة في استعراض حياة الفقراء والمهمشين، يعود فيه مرة أخرى لعالم “أحلام هند وكاميليا” و”الحريف”، حيث يتناول تفاصيل حياة حارة ضيقة لا تنجب سوى البنات بناء على أسطورة قديمة، يستعرض أبطالها الرئيسيون – نساء بحكم الأسطورة الدرامية – تفاصيل صراعهم الدائم مع الحياة بسبب الفقر والكبت والاحتياج، وما بين الفقر والبحث عن المادة والذي تعاني منه “عيدة” الأرملة التي فقدت زوجها بعد انجاب البطلة وتزوجت أخر أصغر سنا والتي لعبت دورها الفنانة سلوى خطاب، والكبت والحرمان وكذلك قهر المجتمع الذي تعاني منه “هيام” الفتاة العاملة في المصنع والتي لعبت دورها بطلة الفيلم الفنانة ياسمين رئيس، والاحتياج المادي والجنسي الذي تعاني منه خالة البطلة المطلقة التي لعبت دورها الفنانة سلوى محمد على.

ومن خلال تلك الشخصيات الدرامية الثلاث يغزل خان على السيناريو الذي كتبته وسام سليمان فيلمه الأخير فتاة المصنع، من خلال خطوط تتقاطع كثيرا بحك ضيق الحارة وتوحد المصير والمعاناة المشتركة، وهو ما نجحت كاميرا خان التي عشقها الشارع وحفظت تفاصيله في نقله من خلال التصوير في حارة حقيقية ومصنع يعمل بالفعل دون الحاجة لأي ديكورات، مما أعطى الفيلم ميزة النقل الحي والحقيقي لمحيط حياة أبطال الفيلم، لكن خان وللمرة الأولى اخراجيا يقع في خطأ الانسياق لرغبة تصوير مشهد عبقري لا يمكن وجوده واقعيا، وهو هذا المشهد الذي يدور في صندوق سيارة زوج أم البطلة، والذي تلجأ إليه البطلة وأختها الصغيرة وخالتها وينمن فيه بعد الفشل في دخول شقة الخالة للمبيت، وهو ما يستحيل فعليا في أي حارة في منطقة عشوائية حيث لا ينام الناس في تلك الأزقة، وكذلك يتعاطى شبابها جميع أنواع الكيف بحثا عن أي متعة، مما يستحيل معه نوم 3 نساء في الشارع داخل صندوق سيارة مكشوف.

وربما يكون هذا خطأ موجود في السيناريو الذي يعتبر أضعف حلقات الفيلم، والذي سقط في فخ تعليب بعض الأشخاص والتعاملات – إكليشيه – من خلال رسم نمطي للغاية لشخصيات الفيلم الفرعية، وكذلك العلاقات العرضية خلال الفيلم، إلا أنه نجح تماما في نقل أدق تفاصيل علاقة فتاة المصنع التي عشق المهندس المشرف التذي ينتمي لطبقة أعلى، من خلال الإلحاح ومحاولة الدخول في تفاصيل حياته، وكذلك التعبيرات الموحية المقصودة بغرض تضليل المشاهد لوصول إلى نتائج غير حقيقية يكشف عسكها الفيلم في النهاية.

ويبقى احتفاء خان بالرائعة سعاد حسني التي أهدى إليها فيلما ما كانت ستترك غيرها يمثله اذا كانت حية شيء مبهج للغاية، إلا أنه على الرغم من البهجة التي يشعر بها المشاهدون بسبب صوت السندريلا لم يكن موفا دراميا تماما، وبدا محشورا في بعض المشاهد – مثل مغادرة هيام للمصنع على أنغام شيكا بيكا -.

أما على مستوى التمثيل فحدث ولا حرج، وكأن خان الذي لا يتعامل سوى مع الموهوبين، قرر أن يفجر مفاجأته الخاصة في هذا الفيلم، ويعطي الفرصة الحقيقية للفنانة ياسمين رئيس كما أعطاها لصديقه الفنان أحمد زكي منذ 24 عاما في “موعد على العشاء”، لتقدم إلينا دورا لا ينسى، نجحت فيها في تقديم شخصية “هيام” الفتاة الشعبية التي تسكن العشوائيات وتعمل في مصنع ملابس وتتشوه سمعتها نتيجة علاقة حب من طرف واحد، والتي تتعرض إلى قهر مجتمعها الحاقد على قصة حبها الفاشلة، وقهر الطبقة الأعلى التي ترى حلمها محاولة مستحيلة، وبتفاصيل وصلت أحيانا إلىى طريقة الضحك، والمشي وارتداء الملابس وحركات الشفاه بدت ياسمين وكأنها ولدت وعاشت طيلة عمرها داخل ذلك الدور، في اشارة إلى ممثلة هامة تنتظرها السينما من أجل العودة للحياة.

وعلى الصعيد ذاته تبقى سلوى محمد علي نفس الممثلة الرائعة التي لا تتوقف عن ابهار المشاهدين بسهولة وسلاسة تليق بموهبتها الرائعة، داخل أطر مختلفة في كل دور وكأنها امرأة بألف وجه لأنها ممثلة حقيقية تليق بها مكانة أكبر وأهم في السينما.

أما سلوى خطاب فتبقى الألفة، وأسطى التمثيل الذي يعود رويدا رويدا إلى عالمه الحقيقي بعد سنين من الغياب.

ويبقى هاني عادل المطرب الذي يمر كثيرا أمام كاميرات السينما – ربما هو الأكثر تمثيلا خلال العام الأخير – دون أي موهبة تمثيلية حقيقة لدرجة أنه فشل في تقديم دورا يليق بجمود ملامح وجهه وعجزها عن التعبير والأداء الصوتي والحركي.

لكن يبقى فيلم “فتاة المصنع” فيلما حقيقيا، نستطيع أن نناقشه ونحلله ونتناول تفاصيله دون الحاجة إلى التشبث بنقاط محددة نتيجة عدم وجود فيلم في الأساس، ويبقى كذلك داخل الروح عقب مغادرة قاعة العرض نتيجة الألم الذي تشعر به والغضب الذي تعجز عن كبحه من كل هذا القهر الذي يعاني منه إنسان كل ذنبه في هذا المجتمع أنه ولد أنثى فقيرة لم تنل تعليما عاليا، ويبقى مشهد الرقص الذي ختم به الرائع محمد خان فيلمه ملخصا لكل أحداثه، وبيت الشعر الذي يقول: لا تحسبن رقصى بينكم طربا ..فالطير ترقص مذبوحة من الألم.