09‏/02‏/2014

أرشيفي السينمائي : فيلم «الياسمين الأزرق» .. عندما غاب «وودي آلان»

كثيرا ما سألت نفسي لماذا أخرج يوسف شاهين فيلما مثل "ودعت حبك" من تأليف السيد بدير، وبطولة شادية وفريد الأطرش واحمد رمزي وعبدالسلام النابلسي، وبعشرات الأجوبة بقى لدي يقين واحد أتجاوز به ضيق أسئلتي، أن هذا مسموح به في سن الثلاثين، حيث كان عمر "جو" المختلف دائما حينئذ 30 عاما فقط، ويحاول أن يجد له مكانا على الساحة، هذا هو الخاطر الأول الذي شعرت به عند مشاهدة فيلم Blue Jasmine للمخرج الكبير والمختلف دائما وودي ألان لكن بلا إجابة هذه المرة عن السؤال ذاته، لماذا أخرج مثل هذا الفيلم وعمره 78 عاما.
يدور الفيلم حول امرأة تغادر حياته الفارهة في نيويورك بعد افلاسها نتيجة القبض على زوجها رجل الأعمال المحتال وانتحاره، وتصل إلى منزل أختها في كاليفورنيا، بكل ما تعانيه من صدمة نفسية جراء التحول الهائل في حياتها وخاصة اكتشاف خيانات زوجها المتعددة لها في نهاية علاقتهما.
وبالتنقل ذهابا وعودة بين ماضي تلك المرأة المريضة نفسيا التي لعبت دورها كيت بلانشيت ببراعة ينسج وودي ألان أخر أفلامه ببراعة الاعتياد، مثلما تقود سيارة ببراعة دوت تفكير في طريقة القيادة لأنك اعتدت عمل هذا طيلة 50 عاما، من قدم الفلاش باك في “Annie Hall” يستطيع تقديم أي فلاش باك في عالم السينما.
ربما يعري الفيلم الحياة ويسخر  منها كما اعتاد آلان دائما لكنها يفتقد إلى تلك اللمحة الخاصة التي تركها في كل أفلامه، تلك اللمحة التي يدرك من خلالها المشاهد اسم المخرج دون أن يرى "تتر" الفيلم.
وربما تستحق بلانشيت فعليا الترشح للأوسكار عن دورها الذي لعبته ببراعة، خاصة تلك المشاهد التي كانت تحدث فيها نفسها متخيلة وجود زوجها بجوارها، تعاتبه بدموعها وعتابها، لكنه يبقى أقل بكثير من أدوارا أخرى لها مثل دورها في فيلم The Aviator، ولكنها أيضا تبقى تبقى وحيدة داخل فيلم لا تتعدى شخصياته الرئيسية شخصيتين، هي واختها التي لعبت دورها الممثلة سالي هاوكينز، وبقيت بقية شخصيات الفيلم الفرعية بلا أي بناء أو ملامح مميزة، في سابقة تعد الأولى عند آلان المهتم دائما بملامح وبناء شخصياته الفرعية حتى عندما كان ممثلا يقدم فيلما يدور حوله وحده لا غير.
حتى تلك المفاجأة التي وضعها في نهاية الفيلم في محاولة لجعله أكثر حيوية، والسخرية اللاذعة من الأدمية وقرارتها الغاضبة لم تكن حاضرة بالشكل الكافي حتى تصيب المشاهد بالدهشة والانبهار.
فيلم Blue Jasmine سيبقى في تقديري أحد اسوأ الأفلام التي قدمها العبقري وودي آلان في تاريخه، بلا مبرر واضح، وبلا سبب حقيقي يشرح قراره بالغياب عن فيلمه الجديد، وسأضيف إلى قائمة أسئلتي التي بدون إجابة سؤال عن : لماذا صنع آلان هذا الفيلم؟

ليست هناك تعليقات: