20‏/07‏/2013

ساكن مطب

قصة من "مجموعة الغابة العربية" نشرت 2006


ارتدى عبدالهادي ملابسه مسرعا عندما ارتفع صوت أذان المغرب وكأنه يسابق المؤذن فيمن ينتهي فيهما أولا.
غادر غرفته متجاهلاً روائح الطعام التي بدأت تتنشر في حارتهم الضيقة في حي السيدة زينب ليلحق بموعد عمله.
أشعل سيجارته الأولى قبل أن يغلق قبضته على العلبة الفارغة ويلقي بها في عرض الطريق قافزا في الأتوبيس الذي بدا فارغا من ركابه بفعل توقيت الإفطار.
وفي "الهيئة" ارتدى عبدالهادي ملابسه الرسمية واستلم عدة شغله وغادر المكان بصحبة زملاء الوردية.
وفي أحد شوارع حي مصر الجديدة استقر به المقام بجوار أعرض مطب في هذا الشارع الكبير، ومع اقتراب أول سيارة، شد عبدالهادي طوله للمرة الأولى هذا اليوم وأمسك بـ"مقشته" قبل أن ينحني بجوار شباك السيارة التي أجبرها المطب على تهدئة سرعتها قائلا بعد أن مد يده : رمضان كريم ياباشا.

ليست هناك تعليقات: